خيبة وطـــــن - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
المقهى (الكاتـب : كريم العفيدلي - مشاركات : 0 - )           »          قال لي مجنوني .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 4 - )           »          ...&& أخوك وإن بغى &&.... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 6 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 532 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 72 - )           »          ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          النهر النبي (الكاتـب : كريم العفيدلي - مشاركات : 3 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 7 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 568 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2016, 12:49 PM   #1
طلعت قديح
( شاعر )

الصورة الرمزية طلعت قديح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

طلعت قديح واحد الرائعةطلعت قديح واحد الرائعةطلعت قديح واحد الرائعةطلعت قديح واحد الرائعةطلعت قديح واحد الرائعةطلعت قديح واحد الرائعةطلعت قديح واحد الرائعة

افتراضي خيبة وطـــــن




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شيءٌ خفيٌ كَدبيبِ نَملٍ شَغوفٍ ، تسللَ نحو جسدي المُنهك ، عبَر أمام عينيَّ المحملقتين في رسالتك القاتمة ، تلك الورقة أسميتها ( قاتلتي) .
ويكأني لا أصدق ما خطته شمالكِ التي دومًا كنتُ أقول حينما أراكِ تكتبين بها : ( الكتابة بالشمال مميزة) !
أليس من المجحف أن تغرزي بتلك الشمال قراركِ الوائد للفرح الذي كانت وشوشاته رفيقتي وأنت معي !
في تلك الليلة العاقر من كل شيء سوى أنها أدخلتني موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، محطمًا عناوين الفوز لمن سبقوني من دالقي الدموع ، المطعمة بالخيبات ، وأية خيبات !
أصبح لي منفى ، في هذا العالم ، سكنني اليُتم غصبًا ، معلقًا كمشنقةٍ مرتبكة ، تمارس شقوتها بتأرجحٍ ذات اليمين وذات الشمال .
بِتُّ أرتشف الأسى ليل نهار ، أطهو وجعي على نارٍ وقحةٍ تسلقُ آمالي ، مما انتزع من روحي .
ذاك المساء المهيب الذي كان يتبخترُ حين سماع صوتكِ ، بات يقضمُ ساعاتي ، وينفثُ عقاربه في عقلي بحمم الفكر ، وأنا لا حول لي ولا قوة .
أتسمر وبيدي المحمول متراخيًا ، أصغي إلى مقاطع صوتكِ التي كنت تفاجئينني بها عبر إرسالها لي ،
هامسةً مرةً ، وضاحكةً مرةً بعباراتك المحببة لقلبي والغريبة على قاموس اللغة ( لا أحبك يا رجل ، أنا أعشقك عشق (المَجْننة) .
أتراها كانت ضحكاتٍ ساخرة أم لَعناتٍ طفت على السطح بعد اكتمال خيوط الاحتراق ، ونتيجتها رماد روح .
أكنتُ حقًا أستشرفُ الآتي من العاصفات النحسات من الأيام العجاف! دومًا كنت أتمتم بتلك الهمسات الوجِلة ( الله لا يحرمني منك)
وكثيرًا ما كنتِ تغضين الطرف عن لفظ كلمة ( آمين) !
أدمنتك وأدمنت كل شيء متعلق بكِ ، حتى المرآة التي أهديتني إياها يوم عيد ميلادي ، وأصبح تأنقي أمامها هو تأنقٌ لكِ ، كنتُ أراكِ فيها .
تسكنني ابتسامةٌ كلما وقفت ماثلاً كأنني في حفل عرض أزياء ، أنتظر دوري للانطلاق .
ما أحسب أن هناك رجلاً مثلي في هذا الكون ، يخاطب مرآةً كما كنت أفعل ، أرأيتِ رجلاً يراقص الشوق في مرآة !
(صباح الخير يا سكر ، مساء الورد يا عنبر ، هل اكتمل تجملي ، هل عندك شك . . . ) كثيرةٌ هي العبارات ُ التي كنت أدندنُ بها وأنا أمامك ِ ، أمام المرآة !
أما الآن ، حالُ اكتمال العراء في النفس المتخثرة ، صمتٌ يخدشُ رائحة المكان ،
جفاءُ روحٍ حطَّ على صدري ، كصرصرٍ عاتٍ يُذوبُ الشمع ، يكسرُ نبضات القلب الوَلهى ، يتركه لذاك الكامن بين الضلوع ( شبح الغربة) .
آخذًا بي لمجاهيل دربٍ يتلبده الغبار ، وتذاكر الرحيل تقود بوصلة الخطيئة . بتُّ أدونُ حِبر الغياب على ورق الخيبة ،
مغمسًا بتوقدِ قهرٍ عاث بي خرابا ، وعلقمٍ ما تذوقت مثيله منذ ولادة الحب فيَّ !
أنا الذي أسميتك ( قوس قزح) ، وشمت راحتكِ بشعار التناغم بيننا ، يومها قلتِ لي ، أنا حبيبتك ، أليس كذلك ؟
أجبتك : أنتِ ابنة السماء .
ملتهمة فرحي . . .
وهبتك مفتاح قلبي وولجتِه فتحول مطواعًا على رحبِ ، وجعلت من أركانه حديقةً تنهلين منها أطايب الثمار ، فغردتِ أيمَّا تغريد : ما أجملني بكَ يا رجل !
لم أعلم أنني منك وبكِ سأشقى وأعرى ، وأطوف الدنيا ارتجافًا من مصير أحمق ، جعلني أصوم عن النساء ، ولسانٍ خشنٍ يتقيأ : لا مساس لا مساس . . .
قرارك الآثم كإخوة يوسف ، لا رحمة ولا صون لعهدٍ بيننا ، تركتني قابعًا في جُبِّ الفجيعة ، متناسيةً براءة القلب الذي عطَّر حياتكِ ، وأجرى لكِ أنهار العسل من شفتيَّ .
يا امرأة . . .
كنتِ وطنًا لي .
والآن . . . بكل عنفواني أصرخ هائمًا . . . تبًا لك أيها الوطن .

تح يتي
القيصــــــــر

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

طلعت قديح غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خيبة وملام نواف العطا أبعاد النثر الأدبي 28 10-25-2014 12:09 PM
خيبة أمل درر الشام أبعاد النثر الأدبي 18 04-23-2014 10:01 PM
خيبة ( ق ق ج ) حسن قرى أبعاد القصة والرواية 2 07-09-2013 02:43 PM
وطـــــن...بين كفيــن نفيسة شادي أبعاد النثر الأدبي 16 11-08-2012 10:29 PM


الساعة الآن 03:39 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.