مِنْ قَبْل:
قَبْلَ الأَبْجَدِيَّةِ هَطْل الحُبّ..
فَرَقَصَتْ الحُرُوفُ..
وَ تَمَرَّدَتْ عَلَى كُلِّ السُّطُورِ..
فَعَابُوهَا... وَ قَالُوا.. حُرُوف هِجَاءٍ!
إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ يَا حَبِيبِي..
إِنَّهَا حُرُوف الحُبّ!
.
.
(١)
أَحبّكَ بَسْمَة لِلنُّورِ..
صَحْوَة الإِشْرَاق..
.
أَرَاكَ شَاطِئِي الأَكْبَر
أَرَاكَ نَهْرِي الرقراق
.
حَلَفْت بِذَاكَ الكَائِنَاتُ
وَ الأَرْوَاحُ
وَ الأَوْرَاق
.
(٢)
طِفْلَتُكَ الصَّغِيرَة أَنَا
بجدائل.. لَا تَكبر..
.
وَبِين عُرُوقهَا حَلْوَى..
يُسَيِّلُ بِطَرَفِهَا السُّكَّر
.
اِسْقِهَا حُبُّكَ زَهْرًا..
وَ أطيابا لَكَ تُثْمِر...
.
(٣)
هِيَ الأَحْلَامُ تسْكنُنِي
وَ أَنْتَ كُلُّ مَا فِيهَا...
.
دُمُوعي مَدِينَةٌ ثكلى
تَشْكُونِي مآقيها
.
لم الأَحْلَامُ لَا تَدْنُو..
غَيْمُ المحَالِّ يَسْقِيهَا
.
(٤)
أُحِبّكَ كُلّ أَشْوَاقِي..
بساتينا لأحداقي...
.
سَمَائِي أَنْتَ وَ كُلُّ هَوًى..
بَحْرِي وَ كُلُّ أَعْمَاقِي...
.
حَنِينٌ يَعْزِفُ الأَنْفَاسَ..
يُغْرِقُنِي بِأَشْوَاقِي...
.
(٥)
أَيُّهَا الهَارِبُ مِنِّي..
إِلَيّ..
تَحْثُو المُسَيِّرَ..
هُنَا كُلٌّ (فِي)
.
جَنَانُ ضُلُوعِي
قَلْبَيْ
رُوحِي
لَهَا (أَنْتَ) ضي
.
(٦)
لَمْ أَعْتَرِفْ بحبّكَ...
هُمْ رَأَوْهُ فِي المَحَاجِرِ...
وَ هَمَسُوا حَظٌّ عَاثِرٌ..
مَا وَجَدَتْ سِوَاهِ عَابِرٌ؟
فَأَهْمِسُ هُوَ القَلْبُ يَقُودُنِي...
فَحَيْثُ يَكُونُ.. أُسَافِرُ!
.
(٧)
أَنَا لَيْلٌ بِلَا قمَرٍ...
وَ طَرِيقٌ بِلَا سَفَرٍ...
بِيَن أَصَابِعُي سِحْرٌ..
وَ خَلْفَي وَ أَمَامَي قَفْرٌ..
فَكَيْفَ أَكُونُ بَشَرٌ؟
.
وَ أَنَا الحَرْفُ قَبْلَ الكِتَابَةِ...
شَمْسٌ تَرْكُلُ الكَآبَةُ...
أَنَا ضِلْعٌ غَيْرُ مُتَشَابِهٍ...
وَ لِسَانٌ فَقَدْ الخِطَابَةُ!
مَطْلُوبٌ فَقَدْ طلابهُ!
.
(٨)
وَ كُلُّ مَطْلَبِي أَنْتَ وَ لِقَاء
مَلَلْتُ مَعِيشَة الغُرَبَاء
.
فَإِنْ تَأْتِ تَمْحُو آلَامُي
وَ أَشْوَاقُي بِكُلَّ مَسَاء
.
إِنْ كَانَ طَيْفُكَ يُحَيِّيَنِي
فَكَيْفَ بِمَدِّكَ فِييَّ سَمَاء
.
(٩)
وَ قَلْبَيْ قَصَائِدِ حَيّرى
تَدُورُ بِتَاجِكَ الأَكْبَر...
.
تَقُولُ سِوَاهِ لَنْ أَحْكِيَ
شفيف قَلْبُهُ أَخْضَر
.
عُرُوشُكَ كُلُّهَا لَهُ.. مِنْهُ
يَا صِمَّتَا أَبِى يقْهَر
.
(١٠)
وَ صَمْتِي يَقُولُ يَا شَوْقَا
يُخَالِفُ كُلَّ أَشْيَائِي...
.
وَ يكسِّرُ كُلّ مِرْآة..
مَهَابَة أَنْ يَرَى الرائي
.
كَلِيمُ القَلْبِ
لصيق الرُّوح
كَمثل الحاء وَ الباء
.
(١١)
وَ حبّيْ مَتَاهَة العُشَّاقِ
سكنى لِذَلِكَ العَاشِق
.
لَهُ خَرس الجَوَارِح..
لَهُ القَلْبُ وَحَدّه نَاطِق
.
أعِد قَلْبَيْ ضُلُوعِي تئن
وَيَحْيَ مِنْكَ يَا سَارِق !
.
(١٢)
وَ يَهْمِسُ لَيْسَ هَذَا القَلْبُ
مَنْ سَرَقَت يَا طِفْلَة
.
هُوَ الحُبُّ يُشَكِّلُنَا
أَسِئْلي عنترة.. عَبْلَة!
.
الحُبُّ بوصلة الأَحْبَاب
يَا حُبِّي
فَهَيَا نُكَمِّلُ الرِّحْلَة
.
(١٣)
هُوَ الحُبُّ دُنْيَانَا..
فَأُتْرَك دَوَّنَك الجَاهِل...
.
هُوَ اللَّيْلُ المُضِيءُ سنًّا..
هُوَ البَحْرُ بِلَا سَاحِل
.
سَمَاءٌ لَا حُدُودَ لَهَا..
سِحْرُ الفِعْلِ لَا الفَاعِل
.
(١٤)
مَآذِن قَلْبِنَا صَدَحْت
وَ تِلْكَ العَيْنُ إِذْ فضحت
.
دُعَاءُ الرُّوحِ قِبْلَتنَا
زُهُورُ الرَّوْضِ إِذْ يَنْعَت
.
أَيَكْتُمُ حَبَنا حَرْفٌ؟
لَهُ الدُّنْيَا وَ مَا وَسَّعَتْ!
.
(١٥)
وَدُنْيَاي تَعْلُو..
وَ تَسْمُو..
وَ تَحْلُو..
بِضِحْكَةِ رُوحِكَ.. بسْنَاك
.
بِصَوْتِكَ يَجْمَعُ الأَوْتَارَ
وَ يُفلتُهَا هُنَا وَ هُنَاك
.
فَأَيٌّ الأَشْيَاء تَجْمَعُنِي
وَ قَدْ بَعْثَرتْنِي بَهْوَاك؟
.
(١٦)
هَوى الضِّدَّيْنِ يَجْمَعُنَا
كَمَثَلِ المَاءِ وَ النَّار...
.
فَلَا المَاءُ يُطْفِئُهَا
وَ لَا تَمْسَخهُ ل(بُخَار)!
.
نزاري أَنَا.. يُغَنِّينِي:
(إِنَّي خِيرَتُك فَاِخْتَارِي)
.
(١٧ )
وَ لَا أَخْتَارُ بَلْ أَنْسَاق..
كَقَيْسٍ إِذْ حَوَى لَيْلَى!
.
وَ قَبلَ دَونَهَا الجَدْرَان
وَ ذَابَ الصبح فِي لَيْلُه
.
أَكْحَلُ طَرَفِي بَهْوَاكَ
فَأَغْدُو الأَجْمَل.. الأَحْلَى!
.
(١٨)
وَ قُلْ يَا هوايا مَنْ حَلَّاك؟
منْ عَجْن الهنَا بسنَاك
.
مِنْ جَعْلِ النَّبْض يئن
يَبْحَثُ عَنْ صَفَاءِ رِضَاك
.
هُوَ القَلْبُ وِجْهَتُنَا
فَزَيَّن ثغري بَهْوَاك
.
(١٩)
حَبِيبِي أَنْتَ وَ دنيايا
جَنَاحي شَاطِئِي الأَكْبَر
.
وَ حِضْنٌ دَافِئٌ خَلَّابٌ
وَ أَوْطَانٌ بِلَا عَسْكَر
.
أس حَلَاوَة الدُّنْيَا
مَا الشَّايُ بِلَا سُكَّر؟
.
(٢٠)
يَهْمِسُ لِي بِقَلْبِهِ
(كَلِمَاتٌ لِي كَالكَلِمَات)
.
فَيَتْرُكُ رُوحِي بِدَرْبِهِ
(يَزْرَعُنِي بِإِحْدَى الغَيْمَات)
.
يَطِيرُ بِي.. بِحُبِّهِ
(لمَسَاءِ وَرَدَّيْ الشُّرْفَات)
.
.
مِنْ بعْدٍ:
الحُبُّ أَكْبَرُ مِنْ أَبْجَدِيَّة..
أَنْ تَمُوتَ بِمَنْ تُحِبُّ لِيَهِبَكِ الحَيَاةَ
.. مَرَّةً.. بَعْدُ.. مَرَّةً..