عندما يتحول الوطن إلى خيمة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
فج قلبي وداعه ..! (الكاتـب : ناصر حطاب الدهمشي - مشاركات : 8 - )           »          سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 245 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75380 - )           »          قَوقَعةُ التَّرامي ! (الكاتـب : عبدالله مصالحة - مشاركات : 554 - )           »          على السكين .. (الكاتـب : عبدالله السعيد - مشاركات : 2 - )           »          ( رسائل خاصة لبعض الأعضاء.. بالاسم ) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 48 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 66 - )           »          لماذا يمنحك الصمت هيبة و تأثيرا ؟! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 2 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 40 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2016, 09:11 PM   #1
محمد الفاضل
( أديب )

الصورة الرمزية محمد الفاضل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

محمد الفاضل لطيف جدامحمد الفاضل لطيف جدامحمد الفاضل لطيف جدامحمد الفاضل لطيف جدا

افتراضي عندما يتحول الوطن إلى خيمة


عندما يتحول الوطن إلى خيمة – محمد الفاضل

لا تملك أمام هذا الصبي الذي شاخ قبل أوانه ، سوى أن تعجب به ، يتوقد ذكاءاً وفطنة ، وأنت في حضرته تشعر وكأنك أمام فيلسوف ، عركته الحياة وسبر كل أغوارها ، يحلل الوضع ويضع يده على الجرح . عقل راشد ، حبيس في جسد طفل ، كان سعيد يعيش مع عائلته في مدينة حلب ، وهو أصغر إخوته ، ولكنه أكثرهم وعياً ، أصبح الوضع في المدينة لا يطاق ، القصف يومي ، ويطال كل شئ ، بالأمس القريب ودعوا جيرانهم الطيبين بعد أن سقطت قذيفة فوق رؤوسهم ، فحولت منزل الأحلام ، وملاعب الصبا أثرا بعد عين.

جمعت العائلة بعض الأغراض على عجل وقررت الرحيل واللجوء إلى مخيم الكمونة ، الواقع قرب مدينة سرمدا ، في ريف إدلب ، قرب الحدود ، وهو يضم اَلاف النازحين من المناطق السورية ، لحظات وداع الأقارب والجيران كانت مؤثرة ، تخللتها دموع ودعوات بالتوفيق ، المخيم يضم مجموعة خيام بلاستيكية ، يقطنه حوالي عشرون ألف لاجئ ، جلهم من النساء والأطفال ، الذين اضطرهم القصف الهمجي إلى اللجوء إليه ، برغم الهدنة المعلن عنها.
تعرف سعيد على صبي في الخيمة المجاورة ، وتوطدت الصداقة بينهم ، مع مرور الأيام ، فأصبح صديقه المفضل ، ومستودع أسراره ، أحمد يكبر سعيد بعامين ، لجأ مع عائلته إلى المخيم ، بعد أن فقد والده.

- سعيد ! ولكن أين والدك ، لماذا لم يلحق بكم ؟ سأل أحمد .
- لقد سبقنا إلى الجنة ، أجاب سعيد .
- هل ترى نهاية لهذه الحرب المجنونة ، ياسعيد ؟ هل يمكن أن نعود في يوم ما ، إلى مدينتنا وننسى كل هذه الأهوال والأحزان ؟ أشعر بالحنين .
- الوضع أصبح في غاية التعقيد ، لست متفائلاً .
- هل يمكن أن يطالنا القصف ، ياسعيد ؟
- محال ياصديقي ، فكما تعلم هناك هدنة ، علاوة على أن المكان قرب الحدود ، ومعروف للجميع بأنه مخيم للنازحين ، وليس موقع عسكري . اطمئن .

شعر أحمد ببعض الارتياح بعد تأكيد سعيد ، ولكن كان يساوره بعض القلق، استيقظ سعيد فزعاً على صوت انفجارات مدوية ، وكأنها يوم القيامة ، في البداية لم يع ماحدث ، تحامل على جراحه وبدأ يبحث بين الركام والدخان عن أفراد أسرته ، عشرات الجثث المتفحمة تملأ المكان ، تم تدمير المخيم بشكل شبه كامل ، واحتراق عشرات الخيام.
لقد فقد جميع أفراد اسرته ، بدأ يقفز كالمجنون ، وهو يبحث عن أحمد ، على مقربة من بقايا خيمة محترقة ، كان يرقد صديقه، والدماء تغطي وجهه البرئ ، لقد فارق الحياة.
- اَه يا صديقي ! سامحني ! لقد وعدتك بأن لا يصيبك مكروه ، ولكنهم سفاحون ، قتلة ، لايعترفون بالهدنة !

السويد – 6 / 5 / 2016

 

الصور المرفقة

نوع الملف: jpg كمونة.jpg‏ (50.7 كيلوبايت, المشاهدات 0)

التوقيع

روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟



https://www.youtube.com/watch?v=TMmbRvDTSnE

محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لنتعلم معنى الوطن ..! طلال الفقير أبعاد المقال 8 10-16-2014 01:01 PM
حين يفقأ عينك الوطن محمد الخضري أبعاد النثر الأدبي 11 07-03-2014 09:31 AM
دموع غربتي في أرض الوطن طلال قطان أبعاد النثر الأدبي 8 06-13-2014 10:36 PM
رفح: بين دقات الساعة وأزيز الرصاص (مذكرات) محمود حبوش أبعاد النثر الأدبي 5 02-26-2013 11:54 AM
إحنا اسفين ياريس .." عندما يقتص من الضحايا للجلاد" إيمان والي أبعاد القصة والرواية 0 06-02-2012 09:45 PM


الساعة الآن 05:59 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.