الصمتُ يودِعُ في الكلامِ نِصالَهُ
يَغزو بَيارِقَ حَرفِهِ كَي يَدخُلَهْ
ويُريقُ من غَصّاتِ روحٍ أُتلِفَت
ما كانَ خوفاً يا حروفُ تَبتُّلهْ
بلْ كانَ جُلُّ الصّوتِ مِدعاةً لِما
قُيّدْتُهُ، والمِعصَمُ الدّامي وَلَهْ
من صاغَ مِن أكفانِ حرفي ثَوبَهُ
وأراقَ ماءَ العَينِ كَيما يَغسِلَهْ..؟
مَن ساوَمَ الأحلامَ في عينِ الرؤى
لِـ تُميطَ عن سِترِ الأماني الأخيِلَهْ ..؟!
من قالَ أنَّ الصّمتَ أجدى بالفَتى
من سَطرِ بَوحٍ شَكّلَتْهُ المِقصَلهْ..؟
ما بينَ حرفَينِ وبِضعُ فَواصِلٍ
قاتَلتُ صَمتاً، حاكَ جُلَّ الأسئلة
بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!
في الشّعرِ رَيحانٌ وصَولَةُ قارِضٍ
يَجتاحُ بَعضي كالفَتيلِ لِـ يُشعِلَه
فأرى البِدايَة كالنّهايَة صَمتُها
دَهْشاتُ صَوتٍ كَبَّلَتْها البَلْبَلهْ
وحِكايَةٌ مُذْ تبدأُ السّردَ تَكن
ظَلماءُ في عَتمِ الدّروبِ مؤجّلة !
في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!