(1)
وتشرقُ في الحزن مني الدموع وتبقى المآسي عليَّ شهود / أدور كثيراً بحانوتها / وأبحثُ عني هناك .. ولاشيء إلا الموسيقى التي أكتبُ الآن منها بكائي الأخير .. !
وآآآآآآهٍ تجرجرُ حولي هنا ( أذيالها ) / وتقطر ُ في القلب تلك الجموع / وتمطرُ سراً بأحمالها ...!
وآآآآآآهٍ هنا غصةٌ في الحلق قبل الرجوع ـ وقبل الخضوع ـ وقبل التضارب في سوقها ـ ( تبيعُ الخواتمَ ) في إصبعين ـ وتشكي القلوب بأمثالها ـ !
فتهتزُ قاعُ المدينة بالعابرين وترقصُ قسراً بسكانها ..!
وترجعُ فيني ـ تجددُ كل العهود ـ فأكفر بالحب من إيمانها ...!
أموت
أموتُ
عليها
ومنها
وفيها ـ وتحيا بها كلُّ تلك الجموع ـ وتنشر في الحيّ أوصافها ..!
أحبك قبل الرحيل وبعده ـ وقبل البعاد ووعده ـ وفي كل حين ٍ أزور الموانيء تلك كي أكتظ بالحب حتى الزحام
لتمشي ضلوعي على قارعات ٍ ثلاث ( فراشةَ ظلٍ كريمة ـ ونارٌ لها مالها ـ وأنتِ التي من كل صوبٍ تكونين فيني الحياة ) ../ أحبك نبضٌ وصدقٌ وعهدٌ قديم،
فكيف إذا مازلزلت زلزالها ؟ .. أيا أرضَ قلبي الوحيدة ( طريقك الآن دمعي ونبضي وروحي وشريانها ) .ـ أقول ستبقين في خيزرانِ الضلوع ـ هشاشة َ قلبٍ غريب ـ وترجعُ للأرضِ أوطانها .. !
ستبقين رغم( العساكرِ والملحدين ) تلموذةً في السفر آياتها ـ ستبقين مثلي ومثلي ستبقى المشاعر إن خانت الآن تمثالها ـ
أحبك حتى النخاع ـ وحتى حواجب قلبي البصير
وتسبقُ حبي طيور المشاعر في قالبٍ
من قلبي الآن تمثالها ـ وماذا ؟
وأبقى لها تلك حتى الصراع الأخير ـ وعند انتزاعي من الأرض رغم الجحود ـ ورغم العناد الذي يسكن الآن جلبابها ـ وإني على ماأقول شهيد ـ فماذا عساها تقول ؟ وأصمتُ حيناً لها في المكان وأصمتُ دهراً لها من أجلها ـ..!
(2)
هنا / كانت الأيام شيئاً جميلاً ـ وكان المكان فسيحا
وكنتِ تطلين في الحي مثل الطيور ـ ومثل السرور ومثل الحياة ( حياةٌ حياةٌ حياة ) وماذا تكون الحياة ؟
اليست هي العين ُ عند اكتحال العيون بوجهٍ جميل
كوجهِ الجمال الذي تملكين ؟
اليست هيَ الأرض عند القحول
وعند البكاء وعند ائتلاف الفصول التي تحرثين ؟
اليست هيَ الحزن
عند اكتمال السرور على أوراق وردٍ صغير كما تزرعين ؟
اليست هيَ الآن أوراقُ شعرٍ جميل كذاك الذي تكتبين ؟
اليست هيَ الآن أحبارُ قلبٍ شفيقٍ
كنبضٍ تقافز بين الوريد وبين الدواة
فكان المخاض الذي تكتبين ؟
اليست هيَ الموت / عند انبعاثٍ طفيفٍ فــِ وجه الممات
الذي خاض سراً حروباً ومات ـ فكنتِ له الروح
أعني ( الحياة )
فقامت به أوصالُ يومٍ جميل وقام احتجاجاً لما تفعلين .!؟
الستِ له كل شيء جميل ؟
فماذا عساه يقول سوى أن يوماً كهذا حقيقٌ له أن تفرحين ..!
سأرجعُ
من حيثُ كنتِ البداية ـ وأنهي بداياتنا في الخفاء ـ وأكتبُ شيئاً ( يغوصُ به العابرون الجياعى
وأترك الحلم كالمستجير ـ وأمشي الهوينا كما تصنعين ـ لعلي أكون جديراً بها ذات يومٍ قريب ـ فإن خانني الحظ فالله حسبي ونعم الوكيل ـ ( وأبقى هناك مع حاجياتي الكثيرة ).
وأبقى هنا حيثُ ( لاترحلين )
فإني أحبك ملءَ السماء وملءَ جفوني
وماتغمضين .!
وملءَ الكفوف ِ الحيارى ـ
وملء العيونِ النواعس ـ
وملء الحروب التي خاضها العاشقون الكرام
ـ وملء الحياة الكريمة ـ ثمّ ملئي أنا ..
.
.
ثمّ مـ ـ ـ ـ ـ ـا ( تجمعين ) ،.،.،.!