الآن
شعر: الهادي التليلي
أعلّق الآن
على قلقي
و أرتق الحاضر
بالماضي البعيد
أرش ماء الورد
على شوك الضمير
وأخلع
لحاف الوقت
من ألمي قليلا
أنا الآن
آصّير الصمت
رذاذا
كي يعيش القلب
بعضا من حكايات
اللهب
أنا الآن
اخذ من الشمس
بريقي
و من النجم ليال
كنت فيها
قاتلا للمستحيل
أنا الآن
أوزّع ألوانا
ربما غيرت
وجه النهار
إلى ليال بلا كساء
وربما
كبر الصباح إلى مساء
والغروب إلى ظلام
أنا الآن
أوزع الألوان
واخلط الموسيقي
وأصير البرق والشمس
في المعنى الغريب
... وأقول :
كل شي فيك
ياوطني ..جديد
يلعن الأشياء والمعنى الجميل
أنا الآن
اخرج من لحاف الوقت
والبس جثتي وأسير في كل الطرق
أنا الآن
لا أرى غيري
وأسمع صوت أعماقي الجريحة ..والدمار
أنا الآن
مساري من هناك
إلى هنا
ومساري ليس
في الريح ولا في الشمس
ولا في صخرة الوقت
أنا مساري
مثل ذاك النجم
أو قل مثل
ذاك الطير
أو
مثل تلك الأمنية
... مساري رائع
لكنه مثل البيارق
لا كلام يعيقه
... مساري
لا يحد بموته
... مساري
كل ما فيه أزل
... مساري
باتجاه ليس فيه
سوى وجهة القلب
والقلق الجميل
...
أعوذ بذاكرتي
من الآن الصقيع ...
ذات حين
من كلام الوقت
أو ذات حين
من غرام العنفوان
ذات صوت
فر من تلك الجزيرة
ذات صمت
فر
من كل المدينة
التقى صوتي
مع صمت جميل
ذات حين
كانت تغازل البحر
وتسير مثل شواطئه
وكانت مثلما كانت
لها مني كثير ا
ولى فيها كل شيء
ذات حين
من زمان
كان أجمل من زمان
كم تكلمنا
ولم ندر
بان صمتنا
كان كثير الهذيان
كم تكلمنا
وكم كانت تسير
على لساني
مثل حلوى
أو مثل باقي قهوة لم ارتشفها
كانت تسير
على كلامي
وهي تأسر نطقة
كانت كما
الريح الطويلة
أو كما المطر
القصيرة
أو كما الكون
يأسره الجمال
كنا نسير ولا نسير
كانت تقول ولا تقول
لذة القول ورائحة الكلام
وكنت أحلم
أن أؤثث مسكنا
يليق بالقمر الجديد
وان أسير
بها ربيعا
في خريف الأغنيات
كانت تردد على ضفاف القلب
من باب الغناء
أو النشيد
كنا كما القارب
فر من بحر صدء
أوسمك
لا يعشق الرقص
على كل إيقاع
جديد
كنا وكان الكون
يعشق أن نكون حكاية