الورقة الأولى ..
تظل استجابتنا لما يمرُّ بنا من كوارث ومشاكل في الحياة بمنطق الطبطبة وكبسولات المسكنات
كلمات نترنم بها نعزي بها أنفسنا وتتستر على ما نحياه من فساد
هذه حوادث فردية وليست ظاهرة متكررة لنقلق أو نشد الهمة لنتخد قبالها أي إجراءات
هذه قلة منحرفة مصابة بالاختلال العقلي والديني
أو تلك مؤامرة صهيونية من أعداء الإسلام والأمة العربية
ليس لنا رؤية في مواجهة أساس المشكلة ألسنا في وقت يجبرنا على إعادة النظر
في تصور البعض عن الدين وإظهار حقيقته السمحة .. ألم يحن الوقت ؟
نحتاج إلى علماء تجدد الخطاب الديني مع الحياة المتجددة
فمن الطبيعي أي خلل أو جماعة مختلة تظهر بمجتماعتنا هو افراز بديهي
متوقع لنمط فكر وجهل الوعي وظروف كثيرة متعددة النواحي الاقتصادية والاجتماعية
فكل ما نعانية الآن من جماعات منحرفة الفطرة والدين ليست أمرًا عشوائيا
أو نبتًا شيطانيا يظهر صدفة وفجأة ولكنها في ارتباط عضوي مباشر أو غير مباشر
إنها خليط من تفكير ومشاعر وأحلام وسلوكيات وانتماءات شاذة الهوية
لو نظرنا إلى ما نحتاجه الآن وبضراوة هو " الأمان "
كلمة اتسع فضائها مطاطة مساحتها تختلف من فرد لآخر مكنونها
قد أرى الأمان في وفرة المادة وآخر يراه في الحب أو استقرار المجتمع حتى لو كان يحيا فقيرًا
والبعض يرى أنه جينًا وراثيا فطريا حق للفرد أن ينعم به دون جهد
لا فالأمان ليس منحة للكسالى وليس هبة تمطره السماء
بل هو مكافأة حضارية يحصدها المجتمع بحرث شعبه بعد نضال وكفاح وجهد متراكم
علي مر السنوات لترسيخ الحقوق والواجبات والحريات والنقد الحر والعزة والكرامة
يتبع ....
28 \ 12 \ 2015
\..