تأوه الفؤاد ثم بكى من بعد أن مر إزاءه
طيف من مكثت في حناياه ردحاً من السنين ..
يراها تطوف حوله مسرعة ولا يستطيع أن يمسكها ..
كان يحاول أن يخاطبها وهي لا تلتفت إليه وكأنها تقول له :
كنت كالشمس التي تربو من إشراقة وجهك البهي
فلا شيء يحجبها عن ناظرك ولا هي تغرب عن عالمك ..
وأنا الآن كالليل شديد الظلمة في سمائك
يمتشقُ الكآبةَ سيْفٌ فينحر أفراحك ولا يواسيك في أتراحك ..
كنت كالربيع في أرضك المزدانة بالمروج وجنائن من الأزهار
وكنت أغدق عليك بالأمطار فتسقيك من ينابيعها وترويك من أنهارها..
والآن أبعثرك بأوراق الخريف وأصيبك بالقحط والجفاف
وأسقِطُ عليكَ وابلاً من الجذوات الملتهبة .
تبكي !! وَلِمَ لا تبكي ؟ فأنا الشقية التي لا تسأم من سماع البكاء
تتأوه !! أكثر من التأوه فلن يسمع تأوهاتك سوى أنا
سامي الشريم
07-15-2015