• • حتى تنطـق حبـّات النبـق • • - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
البحيرة والنورس (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 3516 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 7 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 4 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 1 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 16 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4462 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7438 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2418 - )           »          مجلة ألوان .. (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 118 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-2007, 02:57 AM   #1
بدر الحربي
" البــدر "

افتراضي • • حتى تنطـق حبـّات النبـق • •





.
.
.


•• حتى تنطق حبات النبق ••



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




هنا في هذه النقطة
المنسية على وجه الأرض
اعتدت على الوقوف كل صباح
يتشمس جسدي العطِش للدفء
أحتسي فنجان قهوتي ممزوجاً
بشيء من التبغ القاتل لأنفاسي


أتأمل ما ألفت عيني
رؤيته كل مرّة
جندباً يقرض أوراق الشجر
طابور نمل يسير بنسق
يشذ عنه نملة أو اثنتين
تقتلان في كل محاولة انفصال


نحلة تحاول خطف السكر
المذاب في قهوتي حيناً
وحيناً يتملكني إحساس بأنها
تبحث عن رائحة شعرك
المتبقية في أصابعي منذ
ذلك اليوم الخالد الذي لم يكن
حسب تقويم "أم القرى"


هنا اعتادت روحي على
رؤية وجهك في كل
ما حولي من كائنات
وأشياء وحتى خيالات
حيّة بي ميتة بالطبيعة


رأيتهُ على ذرات الرمل هنا
يحسبه النمل قطع لؤلؤ تساقطت
من عقد شقراء عانقها حبيبها
ثم تمرغا حلماً على أرضٍ
لا تحنو على العشاق أبداً..!


يلوح لي على أطراف
الأوراق الخضراء
على بتلات الأقحوان البريّ
لتعود بي الذاكرة لطفولتي
وقطفي لها لأرمي وريقاتها لاهياً:
- سأحب عندما أكبر
- لا لن أحب
- سأحب عندما أكبر
- لا لن أحب..
.......

كنت أنتهي وأعود
من حيث بدأت بلا إجابة..!
حتى أفيق على صوت أمي
مشفقةً على حال صغيرها:
(لا تحب ولا تكبر بعيني أبداً)
لكني خنت وعدها
وكبرت..
وأحببت..


في هذه النقطة أقف كل صباح
أمام شجرة سدرٍ كبيرة
تلك الشجرة الخالدة المتجذرة
بالقداسة والأسرار الغيبية
في السادسة أخبرتنا جارتنا
لتمنعنا من رميها بالحجارة
حيث تطل على ساحة بيتها
بأنها مكان ميلاد الجن
ومأوى نومهم بالليل وفي
التاسعة علّمنا مدرس القرآن
بأن في ورقها شفاء
ويغسل به الموتى
فأحترق عقلي الصغير
حيرةً وخوفاً حتى كبرت
ومات خوفي وولد حبي
وأصبحت أتأمل سدرةً شامخة
كشموخ حواء العربية إذا أحبت
أحلق معها في عالم آخر
لا يوجد إلاّ في مخيلتي
فلا غيري يحتفل بها
كشجرة مقدسة
ومن حولي يحتفلون
بشجرة الميلاد
ولا غيري يرى وجهك
على حبات النبق الحمراء
المتناثرة في أغصانها

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لكن "حبات النبق"
يا حبيبتي لا تشبه وجهك
فهي تتساقط ووجهك يرقى
تذبل مع المواسم
ووجهك صبحٌ باسم
مهما خنقته أنفاس الأيام
تنقرها العصافير
ووجهك حقلٌ لفراشات نور
لم تخلق إلا بين قسماته


هنا اعتدت الوقوف وحدي
خاليةً يداي من كل شيء
إلا فنجان قهوة وإصبعُ تبغ
خالي الفكر من كل همهمة
إلا ما كنتِ منبتها ومنبعها


هنا خلّدت وجودكِ معي
على أرضٍ إنجليزية
تتنفسكِ عشقاً عربياً
كل صباح في هذه النقطة
رغم فضول العابرين


هنا أحيي ربيع حبنا
بعد أن كاد الشتاء
يقضي على ما تبقى
من دفء لقاءنا
وتتصحر من جفافه
أناملي بعد أن كانت
تستوطنها غابات الكروم
كلما تشابكت أيدينا


كلما تنملت قدماي
من الوقوف
تذكرت يوم بكينا سويّاً
وتعاهدنا سويّاً
على تقاسم فتات الفرح
يوم سقط الحب
بقلبين كانا
معمورين بالحزن..!


هنا أتذكر كل من سألني عنك
حيرة أمي وفضول أخواتي:
مَن تلك التي أفطر عليها
قلبه بعد أن صام عمراً؟
من تستحق كل هذا الحب
الصامت الناطق في كل
ملامحه وتصرفاته
وحتى عاداته الجديدة
وأنا أمارس الصمت


سأصمت..
حتى تخبريهم حبيبتي
فلا شيء يصفك
كما أنتِ إلا واقعك
ولن يفهم حديثي
عنكِ غيرك أحد


سأصمت حبيبتي..
لكن بصمتي سأحبك..!
سأحبك...
حتى تنطق حبات النبق بإسمك
وينفي النمل من طبعه حب النسق
حتى تتوب تلك النحلة
عن ملاحقة رائحة شعرك
سأحبك...
حتى تتفق بتلات الأقحوانة
على نتيجة واحدة كلما رميتها
وتمسي مجالس النسوة
على رواية قصة واحدة
حتى تصبح شجرة السدر
ملجأً لعشاق الإنس ليلاً لا الجن
حتى تؤمن تلك المدينة
بأن فيها ما هو أكبر من البحر
حتى يباح في أرض الجزيرة
الغوص في رمال العشق
حتى ينقش العربي اسم
حبيبته على أطراف شماغه
حتى تكتبي بإسمك الثلاثي
وتهجري الكتابة لغير الحب
حتى تتزين بحرفك جدران عشنا
حتى يتفق العشاق
على أغنية عشقٍ واحدة:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* (أيا امرأةً..
تمسك القلب بين يديها..
سألتك باللهِ لا تتركيني..)


حبيبتي..
الآن سأهجر هذا المكان
لأكابد يوماً جديداً في
"جامعة" غربةٍ وحياة
وغداً سأعود لألقاكِ
إذا الصبح تنفّس...!




- ولازالت الأحداث قيد الوقوع -



تمت في:
17 نوفمبر 2006
على ناصية بقعة
أرضٍ إنجليزية
يقف بها كل صباح
عاشقٌ عربيٌ
يمارس طقوس
عشقٍ قد تفقده عقله..!




بقلم
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
"بدر الحربي"



 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

justbadr@hotmail.com

بدر الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.