يَا غَزَالًا قَدْ مَرَّ مِثْلَ الْخَيَالِ
ضَاحِكًا مِنْ تَوَلُّهِيْ وَاحْتِمَالِي
وَلَّهَتْنِيْ مِنْكَ الْعُيُوْنُ وَوَجْهٌ
أَخَجَلَ الشَّمْسَ فِي مَرَايَا الزَّوَالِ
عَيْنُهُ الْجَذْلَى كَانَتِ الْبَحْرَ ثَرًّا
ثَغْرُهُ الْعَابِقُ الضَّحُوْكُ مآلِي
مَرْحَبًا بِالْحَبِيْبِ وَرْدًا وَعِطْرًا
وَجَمَالاً يَفَوْقُ كُلَّ جَمَالِ
وَرَأَى الْعُذَّالُ الْمَسِيْرَ طَوِيْلاً
فَتَصَامَمْتُ عَنْ رُوَى الْعُذَّالِ
وَتَيَمَّمْتُ مِنْ رَحِيْقٍ شُجُوْنًا
وَتَمَادَيْتُ فِي الْهَوى لا أُبَالِيْ
قَدْ تَمَاهَتْ مَوَاجِدُ الْعِشْقِ غُنْجًا
وَتَوَارَتْ ظِلالُهَا فِي الظَّلالِ
فَسُؤَالٌ مُعَلَّقٌ بِجَوَابٍ
وَجَوَابٌ مُعَلَّقٌ بِسُؤَالِ
وَعُيُوْنٌ قَدْ سَاقَهَا الْوَجْدُ حِيْنًا
وَقُلُوْبٌ فِي الْحُبِّ شَدَّتْ حِبَالِيْ
يَا خَلِيْلِيْ عُلَّ الْفُؤادَ بِكَأْسٍ
وَتَلَطَّفُ بِمُهْجَتِيْ وَبِحَالِيْ
نَحْنُ فِي هَذَا الْحُبِّ نَبْقَى صِغَارًا
وَحَمَامٌ يَطِيْرُ نَحْوَ الظِلالِ
يَا حَبِيْبِيْ شَرَّعْتُ كُلَّ دُرُوْبِيْ
إِنَّنِيْ مَازِلْتُ الْحَبِيْبَ الْمِثَالِيْ
الْمَرَايَا فِي كُنْهِهَا طَيْفُ رُوْحِيْ
فَتَرَفَّقْ مَا كُنْتُ يَوْمًا بِسَالِ
وَجْهُكَ الضَّاحِكُ الْجَمِيْلُ الْمُحَيَّا
يَعْبَقُ الْوَرْدُ مِنْهُ حُسْنَ الدَّلالِ
لا تَقُلْ إِنَّمَا هَوَانَا مُحَالٌ
إِنَّمَا الْحُبُّ يَرْتَوِيْ مِنْ مُحَالِ
وَأَنَا لَمْ أَعُدْ أُدَارِيْ شُجُوْنًا
تَفْضَحُ الْمَرْءَ قَبْلَ بَدْءِ الْمَقَالِ
› شعر عبد الإله المالك الجعيب š