قصة الأمس: جرحٌ أزرق.. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
عصف ذهني حول الموت ! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 4 - )           »          [ دعوة لـ حضور زواج ولدي عبدالله ] (الكاتـب : صالح العرجان - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 4 - )           »          وللحديث بقيه (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 94 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7528 - )           »          مقولة أعجبتني (الكاتـب : محمد سامي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 35 - )           »          مُتنفس (الكاتـب : شعور - مشاركات : 18 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 618 - )           »          جُب حظي (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          يَا دَارَ مَيّةَ بِالعَلْيَاءِ فَالسّنَدِ (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - مشاركات : 75405 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-2015, 10:59 AM   #1
صالحه حسين
( عذبة الروح )

الصورة الرمزية صالحه حسين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

صالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعةصالحه حسين واحد الرائعة

افتراضي قصة الأمس: جرحٌ أزرق..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




صَوْتٌ.. مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ يَسْعَى، يَعْتَنِقُ ذِكْرَيَاتٍ لَا تَبُورُ،
يَخِرُّ لَهَا الحَنِينُ وَجْدًا. صَوْتُ نِدَاءِ الرُّوحِ المُعَتَّقَةِ، تَحْمِلُه المَرَايَا فِي عُرُوقِ المَاءِ،
تُلْبِسُنِي اِبْتِسَامَةً حَافِيَةً، لِأَهْزِمَ طَلَائِعَ الذِّكْرَى، وَأَتَنَفَّسَ مِنْ بَيْنَ شُقُوقِ المَسَامَاتِ،
وَأُسْنِدَ ظَهْرَ الشَّوْقِ لِرَجْفَةٍ تَتَوَسَّدُ خَصْرِي، وَأَفَكَّ أَسْرَ مَشَاعِرَي القَابِعَة خَلْفَ السُّكُونِ.

لَمْ تَكُنْ زِيَارَتِي لِلبَيْتِ القَدِيمِ عَلَى أَطْرَافِ المَدِينَةَ سِوَى الحَنِينِ لِجَدَّتِي، وَلَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ قَدَمِي الَّتِي تَقُودُنِي بَيْنَ تَعَرُّجَاتِ المَاضِي وَتَمَوُّجَاتِه تَطْبَعُ عَلَى خُطُوَاتِي عَثَرَاتٍ تُسَيِّلُ مِنْهَا المَسَافَاتِ، وَتَتْبَعُ أَوَامِرَ قَلْبِي الَّذِي أَتَى بِهِ الحَنِينُ ليَمُور مَوْرًا عَلَى طَلَلٍ قَدِيمٍ يَنْزَلِقُ بَيْنَ الرِّمَالِ. شَعَرْتُ وَكَأَنِّي أَعُودُ لِلخَلْفِ سِنِينَ بَاهِتَةٍ.. تَتَزَاحَمُ حَوْلَ نُقْطَةٍ صَنَعْتُهَا بِسَبَّابَتِي، تَصْلِبُ نَكْهَةَ الجُرْحِ الَّذِي مَا زَالَ يَدْمِي عَلَى فِرَاقِ تِلْكَ المَرْحَلَةِ مِنْ عُمْرِي، حَتَّى اِصْفَرَّتِ القُلُوبُ مِنْ الجَوَى.

وَقَفْتُ عَلَى أَطْلَالِ تِلْكَ الدَّارِ الطِّينِيَّةِ الأَثْرِيَّةِ الأَبِيَّةِ، أَشُمُّ عَبَقًا مِنْ رَائِحَةِ جَدَّتِي، وَأَنَا أَسْمَعُ حِدَاءَهَا تَنْقُلُهُ الرِّيَاحُ، وَيَتَرَدَّدُ بَيْنَ شُقُوقِ الجُدْرَانِ الَّتِي تُخْبِرُنِي أَنَّهَا شَامِخَةٌ صَامِدَةٌ خَالِدَةٌ مُخَلَّدَةٌ، يَتَكَاثَرُ حَوْلَهَا الوَقْتُ المُزْدَحِمُ بِعُيُونِ الخَرِيفِ الَّذِي وَلَّى وَتَرَكَ عَبَاءَتَهُ تَسْتَظِلُّ الدَّارُ بِهَا، وَأُصْبَعَهُ يَخْدِشُ اللَّيْلَ حَتَّى يُسَفِرَ عَنْهُ وَجْهُ الصَّبَاحِ قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ عَلَيْهِ الشَّمْسُ.
وَقَفْتُ أَسْمَعُ عَوِيلَ النَّوَافِذِ وَتَلَاطَمَ الفَرَاشَاتِ وَصَهِيلَ الأَبْوَابِ المُمَزَّقَةِ، تَخْتَنِقُ بِأَنِينِهَا كُلَّمَا عَبَرَتْهَا الرِّيَاحُ مُثَقِّلَةً بِذِكْرَيَاتٍ تَعْزِفُ نَايًا يَتِيمًا، وَكَأَنَّهَا شَعَرَتْ بِحَرَارَةِ جَسَدِي تُخْبِرَنِي عَمَّا فَعَلَهُ بِهَا الزَّمَنُ، حَتَّى بِاتَ الوَقْتُ الأَعْرَجُ يُؤَجَّجُ قَوَاحِلَ صَدْرِي.

كُنْتُ هُنَاكَ أَنْسُجُ مِنْ ضَفَائِرِ جَدَّتَيْ الحُبِّ، وَمِنْ أَصَابِعِهَا غِذَاءَ الرُّوحِ، وَمِنْ صَدَى أَنْفَاسِهَا أَعْجِنُ فِي فَمِي أُغْنِيَّةً مَغْمُورَةً كَانَتْ تُسْكِنُ ذَاكِرَتِي، وأُبَلِّلُ غَيْبُوبَتِي بالوَدَقِ، وَيَتَآكَلنِي جِذْعُ الحَنِينِ، وَأُفْرِغُ جُيُوبِي مِنَ الحَيْرَةِ الَّتِي طَالَمَا لَسَعَتْنِي بِحَرِّهَا، وَأَتَسَاءَلُ كَمْ بُقِيَ لِي مِنْ هَزَائِمِي الَّتِي لَمْ يَرْصُدْهَا الزَّمَنُ؟.

أَقِفُ عَلَى بُعْدِ ظَمَأٍ مِنْ رَمْلٍ تَحْتَ الأَعْمِدَةِ البَاهِتَةِ المَبْهُوتَةِ، أَضَعُ يَدِي عَلَى تُخُومِ المَبَانِي القَدِيمَةِ المَكْبُوتَةِ، لِأَمْنَحَهَا بَعْضًا مِنْ حَيَاةٍ، وَأُنْشِئُ مِنَ الظِّلِّ بُكَاءً وَأَنَا أَهُزُّ جِذْعَ المُقَلِ، وَنُبُوءَاتُ الوَقْتِ تَسْرِي فِي دَمِي، تَنْصَهِرُ فِي بُوتَقَةِ مَاضٍ مَرَّ بِجَانِبِي وَوَلَّى، وَكَثِيرُ تَفَاصِيلَ تَشَرْذَمَتْ وَتَبَرَّمَتْ وَتَوَرَّمَتْ وَسَقَطَتْ وَانْدَثَرَتْ.

أَشْعُرُ بِالذُّهُولِ...
بَينَمَا وَقَفْتُ أَتَأَبَّطُ ذِرَاعَ اللَّيْلِ القَادِمِ مِنْ خَلْفِ السَّحَابِ، وَأَجُرُّ خُيُوطَهُ جَرًّا، لِأَخِيطَ بِهَا أَصَابِعَ الشَّمْسِ لَعَلَّهَا تَصْنَعُ لِي عِقْدًا مِنْ ظِلَالٍ، أَبْحَثُ عَنْ نَسَمَةٍ يَتِيمَةٍ وَمِرْآةٍ بِهَا شَرْخٌ تَدَثَّرَتْ بأَسْمَالِ الغَيْمِ، أَهْذِي لِلأَزِقَّةِ خَلْفَ الشَّوَارِعِ المَنْسِيَّةِ، وَصُرَاخِ الرِّمَالِ يَلُوحُ فِي الأُفْقِ، يَحْمِلُ زَنَابِقَ رَمْلِيَّةٍ.


البُكَاءُ وَحْدَهِ لَا يَكْفِي...
فَفِي دَاخِلِي جُرْحٌ أَزْرَقُ، ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ، يَتَسَاقَطُ بَوَادٍ غَيْرَ ذِي رُوحٍ، يُغَنِّي أُغْنِيَّةَ الأَحْرَاشِ، يَجْمَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ حَنِينِي، وَأَجْرَاسُ اللَّيْلِ تُنَادِي كُلَّمَا تَغَرْغَرَتِ المَآذِنُ بِالذِّكْرَى، سَأَعُودُ أَمْتَطِي المَسَافَةَ الَّتِي تَحْمِلُ آثَارَ أَقْدَامِي وَأَنَا أُرَاوِغُ اللَّيْلَ، لِأَمُدَّ رِجْلِي عَلَى قَدْرِ البُؤْسِ الَّذِي سَكَنَ مَوَاسِمَ وَجْهِي، فَمَنْ يَقْطِفُ المَوَاجِعَ المُدَبَّبَةِ مِنْ فَوْقِ مَوَائِدِ الرُّوحِ!.

 

التوقيع

صالحه حسين غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موعد حرير ميــرال أبعاد الشعر الشعبي 26 06-09-2017 02:39 AM
حنين الأمس النايفة أبعاد الشعر الفصيح 16 06-08-2016 03:02 AM
أحاديث [ الآمس .. يوسف الذيابي أبعاد النثر الأدبي 10 03-24-2015 03:18 AM
[ رحلة الأمس ] فواز الفهيد أبعاد الشعر الشعبي 10 01-27-2012 01:32 AM
حرير المخده ؟ سعيد الغامدي أبعاد الشعر الشعبي 4 10-03-2011 10:25 AM


الساعة الآن 06:14 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.