كتبت هذا المقال في :28-05-2009
(قل لي من تصادق أقول لك من أنت ) هكذا كنا نسمع ونقرأ ، ولكن قبل أن تصادق وقبل أن تتحدث مع أحد ، فما هو الذي يجعل الإنسان يختار هذا الصديق أو رفيق الدرب هذا ؟ لاشك وأن التنشئة لها دور في ترسب مجموعة من القناعات أو ( التمردات ) على الوضع الذي عانى منه ومن حوله من تربية خاطئة أو تزمت لا يمت للشرع بصلة ، ولكن هل نحن نعاني من ضعف مدمر لا نستطيع فيه أن نزرع لأنفسنا شخصية جديدة تؤمن بقيم الإسلام تنفيذا لا قراءة وأذنًا فقط ، فنحن في الأول والأخير نتاج ما نتحدث به لأنفسنا ( فقل لي ما هو حديثك لنفسك ، أقول لك من أنت) .
إذن فما لذي نقوله لأنفسنا حتى نكون ما نحن عليه الآن ، هل هي الأفكار السلبية أم انتقاصنا من أنفسنا بعـدم قدرتنا على فعل ما يستطيعه الآخـرون الواثقـون ، العارفون لقدرهم ومقدرتهم ؟ أم هل نحن نوصل الثقة المفرط للغرور كردة فعل سلبية على تربية مدللة ، أو اضطهاد متكرر ، أو ممن أجهد نفسه بسوطه كجلاد بارع متفنن في التعذيب ؟ أليس من حقه على نفسه تربيتها وصنعها من البداية دون تجني عليها أو على الآخرين في الفعل أو ردات الفعل ، نصنع تلك النفس بكل إرادة جبارة مستعينين بالله قبل كل شيء نازعين عن تلك النفس كل أدرانها أو الأدران التي ربما تترصد لها من تكبر أو غرور أو كذب أو استغلال لمشاعر الآخرين أو غير ذلك من الأدران والأوبئة ...
علينا أن نتحدث مع أنفسنا برفق ، ونحاسبها بعقل ، ونزن خطواتنا ، وأن نحاول ألا نختلط بالناس وقت غضب فليس ذنب الناس أن مزاجنا معكر أو أننا عانينا من أمراض غيرهم ، فلنتحدث مع أنفسنا بهدوء ، علينا أن نتحدث مع أنفسنا بحب ، علينا أن نتحدث مع أنفسنا بأن من يقدروننا يستحقون منا الحب والاحترام ، علينا أن نتحدث مع أنفسنا حديثا متزنا عاقلا فنحن نتاج حديثنا لأنفسنا ، فقل لي كيف تنظر لنفسك ، قل لي كيف تتحدث وتفكر مع نفسك أقول لك من أنت .