دنيايَ يا أمَّ الغرور عرفتُكِ **** من بعد تجربة وطولِ مِراسِ
يــا رأسَ كـلِّ بلـية ومـزلّـة **** يـا دارَ كـلّ تفـرّقٍ وشِـمَاسِ
آذيتِـني وفتنتِـني وتركتِـني ***** متقلبا بيـن الرجا والياس ِ
يا ليت أمِّي لم تلدني ساعةً ** أوْ ليتني غَرْسٌ من الأغراس ِ
دنياكَ يا مغرورُ دارُ تشتّتٍ ** وتلاعـبٍ وتغـافلٍ ونُـعاس ِ
آليتُ أنّي لا أقيم بساحها **** أبدا ، ولم أركن لذاتِ مِكَاسِ
طلّقـتُها منْ بعد طولِ تصاحبٍ ** يا ضيعة الأيام والأنفاس ِ !
الشماس : الصعوبة ، من شمست الدابة أي : استعصت على صاحبها .
المكاس : الخسارة ، يقال باعه بغير مِكاس أي : بغير خسارة.