سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
جُرحٌ جديد ..
وقفت متأملاً طُرقاتٍ كسَاها الزمانُ عبيرٌ من شجن .. أعمارها زادت عن الألفي سنة ..
متلاحمة .. وكأنها جيشٌ تمرَّسَ في الحروب فصار حصناً لا يُطاق.
ترتكز على الطرقات أعمدةٌ تصغرها عمراً .. عُلِّقت عليها قناديلٌ مُسرَجة.
جدرانها فكأنما حيكت لترسم مجدها وتذيع للأممِ الصمود بأعذب صوتها
أواه يا شاماٌ جسوراٌ كم عتى فيكي الزمن .
كانت تداعبكِ الخطى تاركةً من أثرهم حكاياتٍ لتُروى
ما أشرقت شمسٌ إلا استثارت منك عبقا .. و لليل نديمٌ لا يغفو من فرحته...
في صباحك أدركت معنى قول ربنا سبحانه { والصبح إذا تنفس }
أحن الى طرقاتك العتيقة وإلى نسماتك العليلة يا شام الهوى.
فاليوم ما عاد للصبح حياة بل لياليكِ أحالوها صباحاً ميتا.
من لشامٍ جردوها مجدها .. من لأرض سلبوها الحياة ؟
شردوا من كان بيته محيط الحياة قتلونا وعاثوا في الأرض فسادا وانتهاك.
خربوا الزروع .. فجعوا التاريخ بهيعة الحرب وما خلّفوا سوى الموت
أنغفوا والثكالى نائحات أنهدأُ واليتامى حائرين حتى الحليم بدا لغير وجهته قاصدا
جفوناهم نسيناهم ونحن المسلمون ..
كيف الديار تصير منفى ؟
كيف الدمار غدا كملقى ؟
كيف العباد هناك تُصلى ؟
كيف الممات نراه ملجأنا ونطرب للمنايا إن أتتنا في خجل ؟!
يا رب هذي أمتي ألوى بها الهوان .. فارفق بنا يا راحماً سُقنا إلى الجنان .