قال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل: "مِنْ أعظمِ الذّنوبِ وأقبحِها أنْ تَغُرَّ أخاكَ بفعلٍ، حتَّى إذا فعلَه عُدتَ بفعلِه ذامًّا ومُعيّرًا، وهذه عقوبةٌ مِنَ الله عظيمةٌ، ومقابلتُه سريعةٌ، لأنَّ الله سبحانه وتعالى جعلَك إهداءً إلى الخير والشَّرِّ بقوّة الرّأي، فصرَفْتَ القوَّةَ - الّتي هي نعمةُ الله عليك- إلى إغواءِ أخيك وغرورِه؛ حتَّى إذا وقعَ في ورطتِه، واستحكمَتْ مصيبتُهُ بما دلَّستَ عليه مِنْ أمرِه- زدتَهُ بالمعيرةِ بلاءً، والله مُطّلعٌ، وهو المُعطي السَّالبُ، ومِنْ أحَدِّ عقوباتِه استرجاعُ نعمتِه، وتركُكَ تتعثَّرُ في أمورِك، وتتخبَّطُ عشواءَ في آرائِك، فالله الله في أذيّةِ عبادِه فإنَّه بالمرصادِ".
- صيد الخواطر -