على بقعةِ أرض لمْ تكتشفها قوافل تجّار الضمير بعد ، سَمَعتْ أنينًا ، قادمًا من جهة غير واضحة المعالم ، الصورة ضبابية ، وهي بالكاد تشق طريقها في تلك البقعة ، اختفتْ كُل الوجوه حولها ، ولم يبق إلا ذاك الأنين ، المُمتد مِن عُمق الحضارات ، اقتربت بنية محاولته ، فكم تتوجع للآهات هيَّ !
وصلت حيث مصدره ، لتجده يخرج من بطن وادٍ غير ذي زرع .. لملمت شتات نفسها واستجمعت قواها ، وسارت إليه ، تُحسنُ تضميد الجّراح ( هذا ظنها بنفسها ) ، فَحملت مابِجعبتها من كلمات ، ومضت نحوه .
وصلت ..
مدّت يدها قائلة : سَتكون بِخير ، سَتكون بخير فقط قُــل : يـــــــاألله !
انهار الرصاص عليهما ، وضجّت الصّرخات : اتركيه فهو لن يقولها أبدًا !!
بعينين يغمرهما حُزن السنين ، وحسرات الأوابين ،
نظر إليها قائلًا :
عودي ، وقولي لهم : المهم أن نذهب الله بقلبٍ نظيف !
رَحَلت روحه إلى الله !
وعادت - هيَّ - تحملُ حُزنها والــ " آه "
تخنقها أنفاسها في إيابٍ موحش ، تؤنسه تمتمتها :
المُهم أن نذهب إلى الله بقلبٍ نظيف !