لقاء في الأخيلة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 75189 - )           »          جُسُور (الكاتـب : نازك - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 22 - )           »          مقالـ.....ات (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 5 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2419 - )           »          الناي (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          أكتب اشواقك .. (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          كل يوم حكمة (الكاتـب : سلطانة الكلام - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 47 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 515 - )           »          رَذَاذٌ عَاقْ ! (الكاتـب : زهرة زهير - مشاركات : 77 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-2014, 04:00 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي لقاء في الأخيلة


[justify]

[shfaf2]http://www.7c7.com/uploader/2010/54014/21282428960.jpg[/shfaf2]


إليكَ يا أباً كانَ لي في الطفولة، وتراباً لي في الكهولة، لا أذكرك ذكراً بالغاً، ولا أنفيكَ نفياً تاماً، إنما هيَ صورتكَ في المهدِ تحيا، لا تموت ولا تفنى، ولا يبقى منها سوى آياتٌ للذكرى أتلوها آناء الليل والناسُ نيام.
هذا أنا، أمنيتك قبل أن آتيك، وقبل أن يهبني الله لك، حدثت بها نفسكَ في ماضيك، ثمَّ دعوت الله أن آتيك، بعدما خضعت له عابداً، زاهداً، تدعوه الولد، وتطلبه الرزق الذي يفي بحاجتك، وحاجة جيلك من بعدك، السلام عليك يوم دعوت الله، والسلام عليك في حياتك، وفي مماتك، وعند البعث إن شاء الله.
إن كنت تسمعني فهل لي بحديث معك؟
وإن لم تكن فهل لي أن استمر في خطابي الموجه لك!
لأنني مستاء جداً فيما أجدني عليه، قد حدثت نفسي في سنوات عجاف، ومللت هذا، إلى أن وافتني السنوات السمان بحلها وترحالها، عشتها مضطرباً، لا اتزان لي، ولا نسيانٌ لغربة الماضي، وفي هذا بحثت عن النفس، فلم أجدها، أظنها تاهت في النعم، وانغمست فيها كالسقم، فظهرت عليها علامات السمن، حتى أفقدتها لذة مجالستي، فأسكنتها سباتاً، ودعوتُ لها بالرحمة والغفران، أطلتُ حينها التفكير، وتمعنتُ التدبير، وسألت سؤالاً واحداً، هل من يحلُّ محل هذه النفس مؤانساً، فتذكرتُ ذكركَ، وبكيت من أجلكَ، ثمَّ انعطفَ بي الحال إلى أماني، تتماهى لتراني، تهبني ابتسامات عابرة، وقسمات وجه ماتعة، وأنفاسُ تتصاعد فارهة، وروح تسري في الجسد سابحةٌ ضاحكة، كطفل أشبعه المرح بعد جوع وبكاء، وكل هذا من أجل ماذا! من أجلكَ أنت! يا من أتيت على راحلة الأخيلة، إني أراها، وإنَّ لها لجناحين يسد ما بين شروقٍ وغروبٍ لبصري، إنها كملاك طائر، أتت من بعيد كفلاة الكون، أبصرتها، فناديتها، حتى أتت وآنست مني ما أطلبه منها، عندها رأيتك تمتطيها، عرفتكَ، كم وددت عتابك، لكن العتب لا فائدة منه، إن الأمر ليس بيدك، ولا بيدي، إنه القدر الذي نؤمن به، ونذعن بأنه لا يأتِ إلا بخير، فموتك قدر، وحياتي قدر، ولقاء أرواحنا قدر لا يعلمه أحد، ولا يفقه كنهه مولود أو تلد.
ها أنا، في ستةٍ وثلاثينَ عاماً من عمري، لي زوج وأبناء، ورزق وهبني الله إيَّاه بعد سنوات طوال من البحث، غرني سوء الحال بأنَّ المآل سيكون هكذا، إنَّ أمنيات النعيم تأتِ كأصواتٍ صاخبة، خضعتُ لها بادئ الأمر، وعشتُ السخط في دلجة ضمير غائب عن الوعي، ثمَّ رأيت الموت مأوى ما لم يتحقق لي ما كنتُ أتمناه، لتمضي السنوات فكراً موشوماً بأسى، أكتبها دموعاً، فتكتبني جموداً، لا حراك بل ركود ماثل وجاثم على الأنفاس، وقد أتت تلك اللحظات يا أبي، حتى أيقنت بضرورة لا فكاك عنها، إما أن أموت قهراً أو أسعى لحتف حتمي، حينها سأكون راضياً بأني حاولت وكفى.
أواه يا أبي ...
ما نسيت إذ نسيت! لكنني أتناسى ليس إلا ! أتعلم لماذا! لأنني أهربُ من ذكرياتي تلك كيلا أعيشها حاضراً، وأخاف أن تعاد معادلاتها وحساباتها بعدما انفككت عنها، فأكون كما كنتُ سابقاً، تائهاً بين رحمات البشر، ونظرات الغرور التي يتحفوني بها، وأحيانا يكون منهم العطف الذي لا يخفف عني، بل يزيدني بعداً عن إنسان أراه أملاً، وكم تمنيت أن أكون كياناً يُعترف بي، لم أجد الكيان، وخذلني الحسبان، التيه متربص، والغموض كمثل أداة حادة تنغرس في الجسد ولا تمنحه من الحياةِ أيُّ قُبل.
وأما بعد:
إنّه موال طويل من هذه المخاوف، أيقنت بأنَّ إرادة الخوف كالفاكهة المحرمة، إن أكلت منها أخرجتني من جنّة الفكر والتأمل، يعبث حينها القهر بعقلي ليصنع منه عجينا يدخر قوته لغده، سأعود للذكريات إذن ولا مناص من هذه العودة، لأنها جُزء لا يتجزأ من حياتي، لا تموت حتى أموت أنا، أو يقضي الله أمراً لم أعلم حقيقته بعد.
وهنا الآن أقول بأني راضي كل الرضا، أتعلم لماذا يا أبتي ! لأني صارعت الذكريات في صولاتٍ وجولات عسيرة, صرعتني مراراً فصرعتها أخيراً، وأحسبني كذلك، إذ لم يعد لها ذلك القدر من الغلبة، لم تكن هذه القدرة لتأتيني لولا فضل من الله تفضل به علي، ولولا إيماني الشديد به بأنه المتصرف في الأقدار كيفما شاء، لا كيفما أشاء أنا، لأنني لو أُوكلتُ الأمر لنفسي لهلكت، فسبحانه القادر على كل شيء ولا يقدر عليه أحد من مخلوقاته.
في اللحظة الأخيرة يا أبتي وقبل أن تغادر أريد أن أطمئنك، هي حالاتي التي ترعرعت بين جنبي نقيض، صاحبتني وصاحبتها، تركت أثراً وعلماً وفهماً لحياة أعيشها، ما كنتُ لأراها حقيقةً لولا تلك الحالات التي كتبها الله أن أعيشها، إنه يعيد تأهيلي يا أبي، بعدما رحلتَ عني لكوني الصغير الذي لا يفقه من هذه الدنيا سلاماً، أليسَ الله الذي أنزل في محكم التنزيل سورة الضحى، إنَّ فيها لآيات أثلجت صدري، هي لغة خطاب تُعنى بالأيتام عبر الزمان، كانَ المُخاطبَ بها بادئ التنزيل رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلوات والتسليم، وقياساً عليها فإنها تُعنى بالأيتام من بعده، وهكذا هوَ إيماني يا أبي، فشكراً لك، ولا يأت هذا الشكر إلا بعد حمدٍ لخالقي، وصانعي، ومدبري.[/justify]

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحذاء الذي دخل التاريخ (مقال من الأرشيف) طلال الفقير أبعاد المقال 2 09-07-2014 11:23 PM
لقاء الفراق عادل كمال أبعاد القصة والرواية 6 07-01-2012 08:12 AM
لقاء أول .. أريج الكويت أبعاد العام 17 03-14-2012 07:28 AM
**( لقاء مميز)**قصيدتي بصوتي ظافرالقحطاني أبعاد الشعر الشعبي 2 01-30-2012 08:09 PM


الساعة الآن 05:50 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.