وَقْتُ الْهَجِيرَةِ تَشتاق الرّوح لأن تحضن الفجر الباسق ،
المَمْلُوء بردًا وحميمية ، تَحتَمي بهِ من لهيب يحرقها ، من رمالٍ لاهبة تحتها ،
من لحظة ساخنة تحرق الماضي والحاضر .
لِم َعلينا أن نوّدع الفجر بحبٍ ، ونَحن نَعلم أنَّه لن يعود ؟!
لِمَ علينا أن نَرتمي على أريكةِ انتظارٍ ، بالية ، لاتسند الأمنيات ، ولاتَحتمِل الصّمود ؟!
هل لأننا أدمنّا الفراق بحب ، وكأنّه قدرنا المحتوم ، وكأن كل اللقاءت اغتيلت بفعل مجهول ؟!
مؤلم أن تعودَ بكل شيء ماعَدا نفسك .
مؤلمٌ أن تقتاتَ على بقايا روحٍ ، كانت تسكنك ودّعتها ذات غياب مرهق .
مؤلمٌ أن تمضي دون زاد ، وتَعود دون زاد ، وتَنام دون حلم ، وتصحو لتَحتسي كأس المَرارة كُل صباح .
يالثارات الحنين حين تنتفض ، معلنة الثّورة على كل مافيكَ ، وكُل ماحولكَ
لاشيء يسكّنها غير : مهما فعلتِ لن تجدي شيئًا !
فتهدأ كحيوان شرس ، عجز أن يَجد أمامه فريسته !
نحتاجُ لفسحةٍ من فرحٍ ، نعيشها للحظات - لحظات فقط - نَسرقها مِنْ عُمر الزّمن المُتّرع بالوجعِ ،
نسقي بِها روحا أضّناها الوجد ، وأتعبتها الهواجس
فهي مُنذ ألف عام
على عتباتِ الرحيل كتبتْ " سنلتقي يومًا "
فدهستها قلوبا عمياء
ومحتها !
وتركت وصيّة قاتلة :
لاتكتبوا على عتبة رحيل كلمة " لقاء "
فهو لايعترف بكلمة دخيلة عليه
ولايفي للغرباء أبدا !!
فأنتم وإياها جزء من تاريخ
ضائع ، وسفينة غارقة في عمق المحيط .
لمْلِمُوا أشّياءكم
وامْضوا
حيثُ
المساءِ الآخير
حَيثُ البدايات انّتهاء !
بخرّوا أحلامكم ودعوها ترتفع إلى السّماء
علّها تلقى هناك ماتشاء !
وكونوا لليائسين
ترنيمة فرح أبديّة
وامضوا حيثُ المساء الآخير !
،
شمّاء