هَل اضطررت يوماً أن تمضِي حيثُ لا تَدري ,
حَيث أنَّك تَوقفّت عن نُقطَة الشعور واكتَفيت بِالرَبتِ والطبطبَة علَى قَلبك ,
هَل كَان ذَلِك يُرقِيك من عَين الترصُّد وخَيبة المُسنين!
هَل سنحَت لك الفُرصَة مرَّة أن تُقرر وتحسِم الأمر ,
فتنسَى لتكبَر فتعِيش لتحيَا عيشَة كَريمة!
هَل كانَت أحلامُك عبارَة عن استِقرار داخِلي وأمان مقوقَع بينك وبين قلبُك
ومِن ثُمَّ أتَت عليهَا أياماً شَديدة الوحدة حدَّ الإنهيَار والتكسُّر أشلاء!
هَل سئِمتَ الفُرَاق ومدِّ يدِ العَون لمَن فارق , وفِي ذاتِ الوقتِ كُنتَ أشد المحتَاجِين
إلَى يدٍ حانِية تعلَم أنَّ روحك نفدت مِنك بالجَبر والإيقَاع بصبرِك!
هَل وقعَت يوماً وجاءك ضوء من السماء مُخترقاً جُحرَ الوجع في عَينيكَ
ليُخبِرك أنَّ ما أصابك ما كَان ليُخطئك وأنَّ عبدًا ابتلاهُ الله ليسَ إلا حبيباً إليه!
هَل أغمضَت عينيكَ مرَّة وتخيلت نفسك متوارٍ تماماً عمَّا شنّهُ واقِعك عليك ,
وفِي غفلة منكَ ابتسمت ابتِسامة صفرَاء تَميلُ للزُرقَة!
هَل حقيقَة أنكَ وحيدٌ رُغم الصخبِ من حولك مُفزعَة كَي تُوقظِك من فيضِ نومك
وتُشعِل فِي نفسك حماسَة الأسئِلة عليكَ بلاَ رحمةٍ واستِدراك بالقدرِ الّذي تَشعر!
حتماً أننِي قَد سبقتُك وتعدّيت كُل هذهِ الأشواط
واكتَفيت بالمشَاهدة , المشاهدة المُفرغَة من العتبِ واللوم والانتِظَار!