مرايَـا - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
غناء وكلمات قصيدة رفعت الجلسة (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          رِيْش. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 6 - )           »          لعنة المزمار .. !! (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 19 - )           »          الهاوية التي تصعد بنا! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          حوار على حافة الضوء... بين ظلّين يعرفان بعضهما! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          حين تلمس السماء القلب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          حرف عقيم (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 18 - )           »          و شَعْرِي جَنّ ... (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 11 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2920 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2014, 08:44 PM   #1
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

افتراضي مرايَـا


في مطعمٍ يقابلُ جبالاً شاهقة، يعزفُ أحدهم على آلةِ الساكسوفون، ينفخُ كاتمًا ابتسامة بينما يشاهدُ صبيةً خلعت حذاءها لترقص، قبل ذلكَ كانت جالسة تحتَ أضواءٍ خافتة بمفردِها، لم يلاحظ الزبائنِ أنّها كانت تبكي فقد كانت تمسحُ الدمعة في زاويةِ العينِ قبل أن تسيل، تدخنُ سيجارتها الأخيرة بصبرٍ، بدأ العزف ففكّت رباط شعرِها و راحت تحرّك جسدَها...
* * *
أنا تعيسة و لهذا أرقص !
* * *
هذهِ المرأة شاهدتُها هذا الصباح في المبنى الوزاري، كانت جالسة إلى رجلٍ مهمّ توشوش في أذنِه فيصيحُ ضاحكًا لافتًا انتباهَ الحاضرين: أنتِ مجنونة ! كيفَ يتخيّلُ رأسكِ أمورًا كهذه! لابدّ أنّه عشيقها أو صديقُها ربما هي عشيقةُ الوزير لأنّها أوّلُ من دخلت مكتبه، كيفَ تعرّفت هذه المرأةُ البسيطة على رجالٍ مهمّين كهؤلاء! ربما هي فاجرة و إلاّ ما ارتادت هذا المطعم الذي يرتاده ليلاً من هنّ مثلها و لا رقصت بهذا الإغواء أمام الغرباء، هاهو أتى الرجلُ المهمّ لم يرقه رقصها مسكها من ذراعها بلطف و قادها إلى الطاولة.
* * *
لستُ عشيقةَ أحد، أعشقُ رجلاً لم أقابلهُ بعد
* * *
رجلٌ خمسيني وسيم، يرتدِي بدلةً مكويةً جيّدًا، شعرهُ الرمادي أيضًا يعجبني، رصانته مثيرة لامرأةٍ مجنونةٍ مثلي أمّا أنا أرتدي الفستانَ الأسود ذاته، إنني في حالةٍ بائسة و إنّه إن دعاني اليوم إلى شقتِه قد أذهب! كلاّ لن أذهبَ لأنّي بحاجةٍ إلى عصاه التي لن أرتاح إلاّ إن ضربني بها في العمق بل لأنّي بحاجةٍ إلى صدرٍ دافئ أحطّ عليه رأسي المتعب، هاهو يسحبُ مرآةً مستديرةً من جيبهِ، هل يعقلُ أن يكونَ هذا الرجلُ الهامّ مخنّثًا؟
* * *
أنتِ تتساءلين عن المرآة، أنظري إليها، ماذا ترين؟ أرى نفسي، أمّا أنا كنتُ كلّما حدّقتُ إليها رأيتُ وجهَ زوجتي الراحلة التي توفيت بالسرطانِ منذ ثلاثةِ سنوات، لكنني منذ قابلتكِ ماعدتُ أراها أصبحتُ أرى وجهي، هذا يعني أنّها رحلت إلى الأبد.

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.