أرأيتَ ذاَك الذي عاش طويلاً بمدينِة الثلج .. وحُرِمَ نُورَ الشمسِ
حتّى استقرّ البردُ في عظامهِ
وتصلّبت مِنهُ العُروقُ .. وشُحّ تدفُّقُ الدَماءِ فيها ؟
أرأيتَ كَم تُذيبهُ لفحاتُ الحطبِ المُتّقد .. ويشعرُ بوخزةِ القشعريرةِ .. تتسرّب إليهِ
لِتدُبُّ في عُروقهِ الحياة ...
أرأيتَ حِرصَ الضّريرِ عَلى عَصاهُ
وتوكّأهُ عليهِ .. والتصاقه بهِ .. بمنزلة العينِ المفقودةِ .. والحاسّةُ الثامِنة !
أرأيت تعلُّق طفلٍ بلُعُبتهِ .. ومحاوراتهِ لهُ كعاقلٍ لِلُغتهِ
يستوعِبُ إحتياجهُ .. ويبثُّ إليهِ شكواهُ !
تأمّل تلكَ الوجُوهِ مَلياً ... واستشعِرهَا
وسيتكشّفُ لكَ تِلقائِياً ... العُنصرُ المفقودُ لديهِم
وكيفَ أكونُ ... أنَا ... دُونَكَ !