ثقافة تويتر

[أحمد المالكي]

العام 1409 اليوم الأحد الساعة التاسعة صباحاً

مدرس الرياضة يختار وليد كابتن ويعطيه الكرة وهو يقول :
" خذ الأولاد وروحوا العبوا ولا اسمع لكم صوت "

وليد وأصدقائه يختارون من يلعب ومن لا يلعب
ويوزعون المراكز

وكنتأنا وصديقي سعد كالعادة
" واحد حارس والثاني مدافع "

وبالطبع كنا نطيع لأسباب " وقائية " و حفاظا على سلامتنا

كل فكر يبدأ من المدرسة هذا ما أؤمن به
فسياسة التابع والمتابع هي فكره مورست بتسلط علينا
من الطفولة وحتى الآن

فكرة القائد " المتسلط " والتابع " المطيع " هي إحدى سمات مجتمعنا
فالفصل المدرسي له عريف ، والقبيلة لها شيخ ، والحارة لها عمدة

أنا هنا لا أعترض على مبدأ المجموعة والقائد
لكن ما يلاحظ إن اختيار القائد يعتمد على

العلاقات ، التوارث ، والاختيار العشوائي

وقد اتقبل التبعية المفروضة والطاعة في سبيل المصلحة العامة
أو " السلامة الشخصية "

لكن ما لا اقبله هو التبعية الفكرية وهذا يتضح في العالم الوهمي " تويتر "

فأنا وأنت لا نستغرب من وجود عقليات خاوية وفارغة
تمارس دور الإعلامي أو المثقف أو رجل الدين

لكن ما استغربه وجود متابعين لهذه العقليات لا لسبب
إلا لأنه مشهور أو كاتب بصحيفة أو ممثل أو نجم مقاطع كيك

تقوم بترديد ما يقوله الممثل أو الاعلامي أو المثقف أو رجل الدين
بدون وعي ومثل الببغائات

وكأنهم لا يملكون حق التفكير أو الإبداع أو حق اختلاف الرآي
حيث يتوجب عليهم أن يؤمنوا كما آمن المتابعون السابقون بفكر
مجموعة " هوامير تويتر "

حتى لو كان يخالف المنطق أو العرف أو الدين أو رآي الشخص
المتابع المسكين

جيلنا " راحت عليه "

لكن الأمل بجيل المستقبل

علَّ وعسى أن يظهر جيل مستقل فكريا يحترم عقله
قبل أن يحترم شخوص استغلت المساحه الاعلامية
الممنوحة لهم ليمارسوا قمع الفكر والرأي


دمتم بود