تلك المسافة التي قطعتها راحلاً من مدينتي إلى مدينتك..كانت تساوي كل ذاك الوقت الذي بدأت فيه بالزوال
أنت تعرفني..كنت تقول هذا بفخر
كنت في داخلي أقول باستيعاب شديد : لن أقلق
يا صديقي..لا تعبث بغيابي
فالغائب كما يقولون : حجته معه
إن الأصدقاء الجيدون لا يفعلون هذا
وأنا كما لا تعرفني أدرك تماماً أنني أختفي تحت جرح في صدرك وأظهر تحت آخر
لأنني كما لا تعرفني لا أنوي العثرات..لا أتحمس للخيبات ولا أحب أن ألقي داخل صدرك كلمة ما لأنتظر صداها..لكن كل هذا جاء مصادفة معك
ودائماً كنا نتبادل الأدوار××
ما عدت أخشى إنكارك..لقد اعتدت عليه أعتدت أن أسمع أيضاً أنني خائن مزيف و كل تلك الكلمات التي لا أظن أنك قلتها لغيري ولست في رحلة نظري للسماء متسائلاً لماذا فعلت كل هذا..بل على العكس لقد قتلت داخلي يا صديقي الجميل كل العتب..كل المبادرات وكل الدعاء
إذن على سيء مثلي..أن يحفظ دوره جيداً..أن يتجول بصوتك أن ينسى أذاك..وأن يدعو لك بالخير
لأنك في نظري ملائكي جداً رغم كل ذاك الأذى
كنت أحاول صدقني أن أكتفي بأن لا أكون سيء فحسب. لم ترقى آمالي أن أكون رائعاً أو جيداً أو لا بأس بي
كنت أريد أكون غير سيء فحسب
لكنني أيها الملائكي على حسب تعبيرك كنت الأسوأ على الإطلاق
ماذا عساي أن أفعل؟
لقد حاولت جهدي
هه :تلك النية التي غلفتها أنا بتقوى الله.. هل كانت مكشوفة لديك؟
لأنني بدأت أفهم منذ مدة أنني كنت غبياً جداً وأنا أحاول جاهداً لأجل شيء لم تكن تفكر فيه
إنها الخيبات يا صديقي
الخيبات موت مفاجئ وها أنا ذا ××أموت مجدداً××
مساكين نحن الذين نقيس أمورنا تجاه الآخرين بقال الله وقال الرسول
ونفتح لهم داخل صدورنا جنات النعيم
وعندما نحبهم جداً يقررون أننا غير قابلون للسكنى
وماذا لو أخطأنا..يا أيها الملائكة..نحن بشر من طين
يعلم الله الذي وضع داخلنا الموت والحياة أننا مساكين..لذا ××هو يعطينا ذاك الكم الهائل من الحزن
النصيب الأكبر
لاشيء يشبه الحزن من خيبة ظن..لأنك تضع الظن الجميل كله في صورة بشر
وقد يذهلك أنك تسارع للخيرات وهو يسارع للأذى
وقد تعاني مع هذا الحزن من ألم يقبض قلبك..بدون اختيار منك للموت تدريجياً
صدقني أكثر من حزني هذا ××أنني أخاف عليك
أخاف جداً أن تعاني من هذا الذي بصدري
مجرد تخيل أنك ستمر بكل هذا مؤلم جداً.
في البداية لم أكن أريد أن نتساوى في الحزن
لذلك كل يوم كنت أدعو الله أن لا يذيقك اليتم أبداً
بعد ذلك صرت أدعو الله أن لا يمر على جسدك نوبة ألم مما أحس
الآن صرت أدعو الله ××أن لا تشعر يوماً كما أشعر أنا الآن
ثمة نافذة داخل هذا الصدر يا صديقي تعتني بك
يطيب لي أن أخبرك شيئاً أخيراً
أنا بخير..لذا لا تقلق وشكر الله لك
أظن أحياناً أن الموت خيار جيد
وأظن أن الله يؤجله حتى يصبح ممتازاً××
فنحن على كل حال غير جاهزون للموت أكثر من الحياة
الحياة التي جئنا لها وقد إختار الله لنا مسبقاً ××ملابسنا وطرق خيباتنا
رحمة منه ولن أزيد