بسم الله الرحمن الرحيم
عندما آمن من كانوا سحرة لفرعون يريدون منه التقرب والتنعم بماله فقط من أجل التدليس على الناس وردهم عن الإيمان برب العالمين ، ولكنهم عرفوا الحق وآمنوا بالله حق الإيمان الذي يجعل غير الله ليس على شيء مهما فعل ونكل وازداد بطشه وكبره ومركزه وعزته بإثمه ومدى استبداده واستعباده لعدد كبير من الناس ، فقال لهم فرعون : (قالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) فردوا بإيمان منقطع النظير عرفوا فيه إلا تذلل إلا لله رب العالمين ملك الملوك القوي الجبار القادر القاهر فوق عباده فقالوا : ( لا ضير ) نعم (لا ضير) فأي مضرة تلك التي سيحدثها عبد سيتعفن جسمه إذا مات ولم يدفن في التراب الذي هو أصله ، نعم (لا ضير) مهما تكاثر العبيد راكعين أمام سيدهم دون أدنى شعور بالحرية التي جعلها الله للعبد المسلم فلا يذل نفسه لمخلوق آخر ولا يتذلل ويخضع له مهما كانت المنفعة والمصلحة التي سيجنيها من ذلك الخنوع ، نعم قالوا (لا ضير) من مخلوق يستطيع الله أن يجعله عبرة لمن يعتبر في أقل من لحظة فعلام الاستبداد والاستعباد والتعبيد ولم الذل والخنوع والخضوع ،نعم (لا ضير) مهما كثر الذين يعبّدون الناس ويفجعونهم بالويل والثبور الذي سينالهم إلم يخضعوا للظلم والظالم ، نعم (لا ضير) لمن يقدم الناس قربانا للظالم فينكل بهم حتى يمضي هو في متع زائلة ممن استعبدله وسخره عنده خادما مذلولا مطيعا يتوطأ رقبته ليل نهار ، نعم (لا ضير) إنه رب العالمين وذاك فرد سيحشره الله واحدا فماذا سيفعل عند الله الواحد القهار ، نعم (لا ضير) لانفاق ولا مدهنة ولا تقليب للحقائق لأجل مستبد فرض أمره بتخويف أو ترعيب أو ترغيب ، (لا ضير) فقد بلغت في أقل من لحظة قوة الإيمان مبلغا لا يرتقي إليه عبيد المخلوقات بدلا من شرك وسحر وتدليس لطاغية ، فقالوا له بعد أعتى تهديد وأقوى وعيد بعقاب بشع قالوا له في إيمان دخل قلوبهم لايعرفه الأذلاء قالوا : (قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ*إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ).