يا صاح حدثني عن الوطن
ما هو الوطن وأين أجده
وما تعريفه وما تفسيره
فقد بت غريبا في الارض التي
أعيش عليها وضاعت مني كل
المعاني وكل الأماني وكل الأمال .
.
.
.
.
كنت أحسب الوطن هو تلك الأرض التي عشنا عليها
وعاش أبائنا وفيها جذورنا ومنها أخذنا عادتنا وإليها
يجذبنا الحنين إن نحن فارقناها ففيها منبتنا وإليها رجوعنا
.
.
لكن يا صاحبي هناك أمور قد تغيرت فكيف تحن نفوسنا
لأرض نفقد عليها في كل يوم أمل من اّمالنا وحلم من أحلامنا
وفي كل يوم ننعى فيها شخصاً عزيزاً ونفقد فيها صديقاً
فمن لم يقتل قد نزح ومن لم ينزح قد هاجر ومن لم يهاجر
يعيش في خوف مستمر فأين هو الوطن
.
.
يا صاحبي قل لي أين أبحث عن الوطن وفي كل شبر من أرضنا مأساة
والتجول بين المدن بات أصعب من السفر بين البلدان
والأمان صار من أساطير الأولين فأين هو الوطن
.
.
يا صاحبي قل لي بربك أين هو الوطن الذي أضحى يخاف فيه الجار من جاره
والأخ من أخيه والكل يقول نفسي نفسي كما لو كنا في يوم الحساب فأين الوطن
.
.
لم أقل يوماً أنني سأغادر الوطن ولم تراودني تلك الفكرة الخبيثة
ولكن يا صاحبي أخشى أن يأتي يوم أبحث فيه عن وطني فلا أجده
وأنا أعيش على ترابه المقدس
عندها يا صاحبي كل الدموع
لن تنبت زهرة في صحرائنا القاحلة
لأننا حينها نكون قد فقدنا الوطن
.
.
يا صاح خالفني بما أقول فأنا أتقبل النقد
واحب أن أناقش وإن أقنعتني إقتنعت وإن أقنعتك
فأقتنع وإن لم نتفق فلنأتي بفلان أو فلان فهم أصدقائنا
وليحكموا بيننا أرجوك يا صاح دعنا نحل خلافنا فيما بيننا
فإن نحن لم ننجح في حل خلافنا فسيفقدنا هذا الوطن
وحينها سنفقد الوطن وإن خفت أن أدير ظهري لك يا صاح
وإن خفت أن تدير ظهرك لي عندها فقط سنكون نحن من أضاع الوطن
.
.
وما أصعب أن نعيش على أرض الوطن
وكل منا يبحث في أرض جاره عن وطن
فالوطن يا صديقي ليس ما تملك ولا ما أملك
ما نملكه جميعا هذا هو الوطن