قراءة تحليلة لقصيدة " يا جارة الوادي " للشاعر محمد السالم " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
...&& أخوك وإن بغى &&.... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 0 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2437 - )           »          ومضات قصصية (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 709 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 311 - )           »          أحلام مخضّبة بالمشاوير .. (الكاتـب : حمدان روسان - مشاركات : 0 - )           »          التربية والواقع الصادم . (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 2 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 68 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 75338 - )           »          حمدان روسان (الكاتـب : حمدان روسان - مشاركات : 231 - )           »          على الرف ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1649 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-2014, 09:26 PM   #1
مشعل الغامدي
( شاعر )

الصورة الرمزية مشعل الغامدي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 يا دمعً
0 عرفتيني ؟ !!
0 ماذا أقول ؟!!
0 سُباعية الوجد

معدل تقييم المستوى: 12

مشعل الغامدي سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةمشعل الغامدي سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي قراءة تحليلة لقصيدة " يا جارة الوادي " للشاعر محمد السالم "


كان لي جولة في أبعاد الشعر الشعبي لأبتاع للذائقة درر النظم ونفائس القريض , فوجدت نصاً كان لي معه وقفة في مكان ما
على هذا الرابط :
http://www.ab33ad.com/vb/showthread....E1%D3%C7%E1%E3

قصيدة الشاعر الرائع محمد السالم [ جارة الوادي ] . ومن شدة إعجابي بالقصيدة وصاحبها فقد قمتُ بدراستها دراسة متواضعة في أحد المنتديات وهذه الدراسة لا تفي للشاعر ولا للنص حقهما , ولكنها كانت مجرد محاولة .
__________________________________________________ _____________
البيت الأول
كنتي ؛ وهو الضاحك اللي يشكر ؛ اقـداره
_______________ وغبتي ؛ وهو العابس اللي ؛ يشتم بوطره



دخول بلا مقدمات لصلب الموضوع فالوضع لا يسمح بالتقديم , فالدخول كان مباشر لأهمية الموضوع بالنسبة للشاعر .

هنا استدعاء للماضي البعيد ( كنتي ) واسقاط من زاوية أخرى على الطرف الآخر ( الضاحك ) وبين ( كنتي ) و ( الضاحك ) مساحة شاسعة من التخيل , يشكلها المتلقي كيفما شاء وبأي صورة يريد . وهنا استخدم الشاعر كلمة ( الضاحك ) للدلالة على البراءة فالضحك صفاء . بعد ذلك عرف لنا من هو ذلك الضاحك ( إللي يشكر أقداره ) والشكر فيه معنى الرضا الممزوج بالقناعة والإيمان .

وفي الشطر الثاني من هذا البيت يستدعي الشاعر الماضي الأقرب ( غبتي ) . وهنا يريد أن يوصلنا إلى الضفة الأخرى واسقاط آخر من نفس الزاوية وبمقدار المسافة التخيلية في الشطر الأول إلى أن وصل إلى الطرف الآخر ( العابس ) ولم يقل ( الباكي ) لأن البكاء قد حدث وأتت مرحلة بعدية وهي ( العبوس ) وفي ذلك دلالة على أن لغيابها فترة زمنية طويلة نشفت معه المدامع ودخل الطرف الآخر في مرحلة متقدمة من مراحل الوجد وهي العبوس وهي مرتبة عليا من مراحل الضيق . وهنا تأتي القفلة المدهشة لهذا البيت ( يشتم بوطره ) فـ ( الشتم ) هنا مناقض للشكر مما يعطي دلالة واضحة على تغير واضح في نفسية الطرف الآخر . كما أن الوطر في اللغة هو " الغاية و المطلب " فقد أخذ منه اليأس كل مأخذ حتى غدا يشتم المطلب الذي عفى عليه الزمن ولم يتحقق .


الرؤية المجملة لهذا البيت :

حوى هذا المدخل تناقضات بين عهدي عشق أحدهما مشرق آفل , وآخر معتم ( مخضرم ) فهو متوغل في الماضي و مستمر . وكأنما يريد الشاعر أن يضع أرضية واضحة للأحداث المتتالية .

________________________________________________
البيت الثاني :


كانت تأاويل صدره فيك ؛ محتارة
_______________ مَعاد له فيك ما تحتملـه ؛ القـدرة


من خلال هذا البيت يبدأ الشاعر باستكمال وصف حال الطرف الآخر .
ففي الشطر الأول من هذا البيت يبين من خلال ( كانت ) التي تعيدنا إلى ( كنتي ) الاستهلالية وكأنه هنا يربط بين الأحداث الماضية , حيث أنه في بدايات العهد الجديد ( عهد الغياب ) كان الأمل لا يزال متواجد وقد دلّل على ذلك بــ ( تأويل ) , الذي كان من خلال الحوار المضمر مع النفس ( صدره ) التي كان من خلالها يختلق أعذاراً لذلك الغياب , تلك التأويلات التي كانت متذبذبة ( محتارة ) بين اختلاق الأعذار لذلك الغياب وبين انقطاع ذلك الأمل

ومن خلال الشطر الثاني لهذا البيت يتبين حال الطرف الآخر حيث أن التأويلات قد أخذت منه كل مآخذ ( ما عاد ) حتى أنه اعترف بعدم تحمّل ما تجلبه الأقدار له , وكأنما يريد أن يربطنا بأحداث متتالية من خلال فتح مساحة تخيلية جديدة كان للقدر فيها صولات وجولات .


______________________________________________
البيت الثالث :

حتى غدا الضيق ؛ يا خذ موضع ازراره
_______________ ويـديـن يـاسـه ؛ تــزرر مبنـقـة صـــدره


في هذا البيت يستطرد الشاعر في وصف الأحداث التي قد مهد لها في البيت السابق

الشطر الأول الذي بدأه بــ ( حتى ) وكأنما يريد أن يوصلنا إلى النتيجة الحتمية لعدم التحمل بحيث تمكن الضيق منه و كساه فأصبح رداؤه ( غدا الضيق يأخذ موضع أزراره ) وليس أي رادء بل رداءً خانقاً يحبس الأنفاس ( يأخذ موضع أزراره ) .

وفي الشطر الثاني يكمل الشاعر هذه الصورة المدهشة ( ويدين يأسه ) حيث جعل لليأس يدين مما يعني التمكن والامتلاك , وكأنما يريد أن يقول الشاعر بأن اليأس قد تمكن من الطرف الآخر تمكن المفترس من فريسته , وماذا تفعل تلك اليدين !! ( تزرر مبنقة صدره ) وهنا صورة داخل صورة بحيث تضيف مشهداً آخر لفصول الدهشة ــ لله دره من شاعر ــ حيث جسد مرحلة اليأس الخانق الذي دخل في غياهيبه الطرف الآخر تجسيداً دقيقاً وصبح ذلك اليأس متمكناً منه مؤكداً ما صورّه في الشطر الأول من هذا البيت .

حوى هذا البيت صوراً مبتكرة متحركة تحرك معها الإعجاب , وقد وضف الشاعر التشبيه التمثيلي توضيفاً مذهلاً دالا بذلك على تمكنه من أدواته الشعرية

حق لهذا البيت أن تسير به الركبان

_____________________________________________
البيت الرابع :
يشـبّ نـار العتـاب ؛ وصـدره اوجــاره
_______________ لين النفس صار قش ؛ وضيقته جمرة

في هذا البيت يسلط الشاعر الأضواء على الضيق من زواية أخرى

ففي الشطر الأول من هذا البيت يلعب الضيق دورٌ آخر فهو هنا قام بدور الإشعال في صدر الطرف الآخر ( يشب نار العتب , وصدره اوجاره) بعد أن تمكن منه في البيت الذي سبقه , موضحاً سبب ذلك الضيق ( العتب ) ومنتقلاً انتقال مدهشاً بين وصف حالة الضيق الذي ( يشب نار العتب ) إلى حالة الطرف الآخر ( صدره اوجاره ) صاحب ذلك الصدر الذي غدا موطناً للاحتراق ( اوجاره )

وفي الشطر الثاني يوضح ما آل إليه ذلك الصراع المحرق بين الضيقة المعاتبة , والصدر المتفحم الذي قطنته الحرقة , التي طال أثرها لتحكم سيطرتها و تتكمن من الأنفاس ( لين النفس صار قشه ) حتى غدت تلك الأنفاس مصدراً من مصادر الحرقة وفي ذلك تصوير عجيب لـ " عمق التأوه " وديمومته , الذي أصبح مغذياً فاعلاً لعملية الاشتعال , وماذا يغذي ذلك " القش " ( التأوه ) إنه يغذي المصدر يغذي الضيقة ليتفاقم حجمها ويشتد استعارها .

حوى هذا البيت صوراً جزيئة مترابطة ومتسلسلة موصلة إلى الفكرة الكلية وهي تصوير حالة الطرف الآخر وصراعه مع مرحلة الضيق .

_________________________________________
البيت الخامس :
الوادي اقفر؛ ولا زرتيه يا : جـارة
_______________ تصفر به الريح ؛ لين احتدّ للصفرة

في هذا البيت يبدأ الشاعر في وصف العالم الخارجي بعد أن أبدع في وصف الصراع الداخلي لذلك الملكوم .

ففي الشطر الأول سلط الضوء على ( الوادي ) ونجد هنا مناسبة وسلاسلة في الانتقال فكأنما أخرجنا مع تلك الأنفاس المستعرة التي أوردها في البيت السابق إلى العالم الخارجي ومدى تأثره حينما خالطته تلك الأنفاس ــ مجرم أنت يا السالم ــ ( الوادي أقفر ) جدب وتصحر بسبب الاحتراق الداخلي الذي أثر بدوره على كل ما يحيط بذلك العاشق ولو من وجهة نظره , وبرغم كل ما حدث , إلا أن تلك المعشوقة ( الجارة ) لم تعري عاشقها ولا مكان العشق أي اهتمام . ولو لاحظتم أن الشاعر يصف العشوقة بــ ( الجارة ) وكأنه يريد أن يبرهن لنا قربها الجغرافي المكاني من عشيقها رغم مسافات الوجد التي تحدث عنها .

وفي الشطر الثاني يتعمق الشاعر في وصف الوادي الذي ( تصفر به الريح ) و هنا دلالة على افتقار الوادي من كل عدا أعاصير العشق التي لا يسمع سواها مدوياً من حوله , حتى غدا ذلك الوادي محتداً عابساً مثله مثل صاحبه الذي كان عابساً في البيت الأول ( احتد ) كل ذلك حدث بسبب العدوى التي نقلتها الآنفاس الخارجة من ذلك الصدر المتأوه , وفي ذلك دلالة واضحة على سرعة تلك الريح وتأججها , التي ماهي سوى أنفاس العاشق المستعرة التي أجهزت على صدره وبدأ أثرها ينتشر في أصقاع عالمه الخارجي , وكأنما يريد أن يصور لنا الشاعر عمق ذلك التأوه ,وحرارة الوجد التي يمر بها العاشق .

أكثر ما يميز هذا البيت الرمزية التي جاءت في طياته , ناهيكم عن الصور المدهشة , والمساحات الشاسعة التي فتحها الشاعر بذكاء للمتلقي لكي يصف الأحداث من الزاوية التي يرى من خلالها .

_________________________________________
البيت السادس :
انحتّ خطل الخضار؛ وعسكر اغباره
_______________ ما كنّ يوم نبـت ؛ فـي منقعـه خضـرة

في هذا البيت يدخلنا الشاعر معه إلى أحضان ذلك الوادي وكأنما يريد أن يرينا آثر الخراب الذي حل به

ففي الشطر الأول من هذا البيت يصف لنا الشاعر ما حل بذلك الوادي من سقوط أوراقه المخضرّة ( انحت ) وقد بدأ بوصف الأوراق الدالة على الشجر وكأنما يهبط بنا من أعلى إلى ذلك الوادي فأول ما نلحظه ما ارتفع من وهو الشجر الذي كان مكسواً بالأوراق . وربما أراد الشاعر هنا أن يرمز لبهجة الحياة بـ ( خطل الخضار ) أي الأوراق التي تساقطت جراء العواصف العاطفية التي أحلت به , وقد حل مكانها الغبار الذي استحل ذلك الوادي ( عسكر ) وهنا استخدم الغبار كرمز للغياب لأن الغبار يحجب الرؤية , وكذلك للدلالة على طول فترة الغياب , فالغبار يدل على التراكمات الزمنية طويلة الأمد .

وفي الشطر الثاني يصف لنا الشاعر قوة تلك الأعاصير العاطفية الملبدة بالوجد ( ما كن يوم نبت في منقعه خضرة ) التي جارت على كل معاني الحياة فغدا ذلك الوادي مقفراً كما وصفه في البيت السابق لهذا البيت .

حوى هذا البيت صورةً رمزية واحدة دعمها بصور مترابطة ومتسلسلة استطاع الشاعر أن يصل بنا من خلالها إلى تجسيد حالة العاشق بطل هذه القصة والأجواء المحيطة به .

__________________________________________________ _________
البيت السابع :
مَـعـاد طـيـر الـوصـل ؛ يشبـعـه مـنـقـاره
_______________ وأصبح من الجوع ؛ يبدي رغبة الهجرة

في هذا البيت يصف الشاعر يستشهد بأحد ساكني ذلك الوادي المجاور لتلك الفاتنة وما حل به .

ففي الشطر الأول من هذا البيت يصف لنا الشاعر حالة ( الطير) القاطن بذلك الوادي وما أصابه من جوع جراء ما حدث لذلك الوادي ’ وقد دلت ( ما عاد ) على أن ذلك الطائر كان ينعم برغد العيش في ذلك الوادي .

وفي الشطر الثاني يبين الشاعر لنا أن ذلك الطير زهد في ذلك الوادي وأخذ يحدث نفسه بالترحال أسوة بجارة الوادي التي رحلت من قبل .

حوى هذا البيت على رمزية طاغية من خلال ( الطير ) الدال على الحرية / الانطلاق / الاتساع . و ( الهجر ) التي تدل على الغربة التي بدأ بها الشاعر مطلع قصيدته , وكأنما يريد أن يربط تسلسل الأحداث وتناسبها .

__________________________________________________ __
البيت الثامن :

يسرح بجوعه ؛ ويضوي مبطن اضماره
_______________ حتـى بـدا يـخـاف عـشّـه ؛ ينقـلـب قـبـره

في هذا البيت يتعمق الشاعر في وصف حالة ذلك الطائر كأمان يريد أن يبرر لنا رغبة لذلك الطائر في الرحيل عن ذلك الوادي الكئيب

ففي الشطر الأول يبين الحالة التي وصل إليها ذلك الطائر " طائر العشق " من جوعٍ منهك ( يسرح بجوعة ) ويبتعد ( يضوي ) قاطعاً مسافات شاسعة عله يجد ما يسد به ذلك الجوع .

وفي الشطر الثاني يبين لنا الشاعر ما آل إليه ذلك الطائر لذي غدا مسكنه ( عشه ) ـ الذي عادة ما يدل على الأمن والاستقرار ـ مصدر قلقه بأن يتحول إلى قبرٍ , وربما أراد الشاعر هنا أن يصف لنا رغبة ذلك الطائر بالانقطاع عن عالمه الخارجي وهجر كل ما يحيط به .

هنا الجوع معنوي يرمز إلى الغربة و الانتظار , وكأنما المحبوبة بمثابة الطعام الذي يعد أحد مقومات الحياة الأساسية .

حوى هذا البيت صوراً متحركة تحركت معها الدهشة , حاكت مجتمعة صورة كلية ذات بناء محكم وتسلسل منطقي .

_________________________________________________
البيت التاسع :

كــان الأمــل زامــلٍ ؛ فــي صــوت بـحـارة
_______________ ساقتهم الريح ؛ لين افضوا على : صخرة

في هذا البيت ينقلنا الشاعر إلى مشهد آخر إلى دور بطل من أبطال هذه الحبكة إلى الأمل واصفاً وموضحاً دوره البطولي في أحداث هذه القصة .
ففي الشطر الأول يبين لنا الشاعر الدور الذي كان يقوم به ذلك الأمل في السابق ( كان ) حيث أنه كان ( زامل ) لحن يشدوا به البحارة ليقوي من عزيمتهم وساعدهم على اتمام رحلتهم .

وفي الشطر الثاني يبين لنا الشاعر ما آلت إليه تلك الرحلة التي سيقت قصراً بتوجيه من ( الريح ) التي هي أشد وطأة من الرياح لأن في الريح ما يدل على الشدة قال تعالى : [ ريحاً صرصراً عاتية ] التي ساقتهم إلى تلك الصخرة التي أخرست ذلك اللحن الجميل ( الأمل ) وحطمته مع ما تحطم من متاع تلك الرحلة .

نلاحظ أن البيت لم ينقطع في سياقه عما سبقه من أبيات حيث الرابط هنا هي ( الرحلة ) التي كانت جواً عبر الطائر في الأبيات السابقة , و في هذا البيت بحراً

وكأنما يريد أن يصف لنا الشاعر أن ذلك العاشق بات يبحث عن جارة واديه في كل مكان .

حوى هذا البيت صورة كلية مجزأة فيها ترابط وتسلسل رائعان , إضافة إلى اعتماده على التشبيه التمثيلي واتقانه في عرضه .

_________________________________________________
البيت العاشر :

مثل " السمك " ؛ لا علق في طعم سنارة
_______________ مـجــرد إن يسحـبـوهـا ؛ ينـتـهـي عـمــره


في هذا البيت يشبه لنا الشاعر حال الأمل من وجهة نظره

ففي الشطر الأول من هذا البيت شبه الشاعر الأمل الذي غيبه ولم يصرح به ليرجعنا إلى البيت السابق ويربطنا به دالاً بذلك على تسلسل الأحداث , حيث شبهه ( مثل السمك ) الذي ما أن يخرج من من مسكنه حتى يفارق الحياة . موضحاً أنه لا يخرج إلا بفعل فاعل ( السنارة ) التي يرمز من خلالها إلى القدر الذي يحاول أن يصطاد الأمل من داخله الذي شبهه بالبحر الوارد في البيت السابق .

وفي الشطر الثاني من هذا البيت يبين الشاعر الحالة الحتمية التي تنتج عن ذلك الاصطياد وهي الموت , وكأنه يريد أن يوصلنا إلى أن ذلك الأمل قد أماتته الأقدار في داخله .

حوى هذا البيت بلاغة في التشبيه ( الاستعارة المكنية ) حيث حذف المشبه به وغيبه تاركاً المشبه وكان مراده من ذلك ربط المتلقي بالأبيات السابقة , وإيجاد تسلسل مقنع .

___________________________________________
البيت الأخير :

الله ما أكبر مصابه ؛ فيك يا ( جارة )
_______________ حبستي النهر ؛ ماللّي مطلبه : قطرة


في هذا البيت يعزي الشاعر العاشق في مصابه الجلل

ففي الشطر الأول ( الله مكبر مصابه ) هنا يعزي الشاعر العاشق في مصيبته , وعادة لا يكون العزاء إلا بعد فقد الأمل , حيث أن العاشق فقد الأمل الذي جاع معه طيره , وتحطمت به سفينته , وماتت في سبيله أسماكه التي تصيدها القدر واحدة تلو الأخرى . وفيمن العزاء يا ترى ؟ !! إنه ( فيك يا جارة ) فقد فقدك هو وذلك الوادي الذي كان يظلكما .
وفي الشطر الثاني يبين أسباب موت ذلك الأمل أنه أنتِ أيتها الجارة الجائرة التي ( حبستي النهر ) " نهر الحياة / نهر الوصال " , وها هو يستسقيك أن ( مللي مطلبه قطرة ) والامتلاء لا يكون يكون ألا في وعاء , وهنا تتضح لنا الصورة الكلية فالوعاء هو صدر العاشق !! وصدر العاشق ذلك الوادي , والطائر هو القلب , والبحر هي عواطفه الجياشة , والريح هي زفراته الملكومة ...

بهذا البيت اكتملت فصول الدهشة لنقف مصفقين لك يا محمد السالم على ما أثريتنا به من إبداع حق أن يحتفى به .

أرجو أن أكون قد وفقت في تحليل هذا النص . الذي يعد من النصوص التي يجب أن نقف عندها طويلاً لنستسقي منها الروعة .

__________________________________________________ __
إخواني الكرام

كان هذا العمل المتواضع مجهود من أخيكم لقراءة نص شعري أعجب به وعاش معه , فكان ما سبق تسجل إعجابي به

أخوكم / مشعل الغامدي

 

مشعل الغامدي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.