ملامح
هذا الوجه لا ينكرني ولا أنكره
أتذكر حين الطفولة ملامحه
كان ممرغاً بالتراب والوحل
كان الطين يخفي براءة ابتسامته
وعفوية بشاشته
كان الوقت ...
يخفي قليلاً من ومض العيون
يلقي ظلالاً على الرموش
حتى كأنها تابوت من رماد
تلك الأيادي ...
تلك الأصابع الهزيلة
كأنها أعواد انسلت من علبة كبريت
أتذكرها حين كانت ترسم فوق الرمل وجه القمر
ووجه حبيبتي ...
أتذكرتلك الأنامل الرقيقة حين تمسك بالقلم وتخط على الورق
بيتين من الشعر ولا أحلى
وحين تكتب رسالة للسماء
لحقول يشبه اتساعها الماء
وسع عيني حبيبته
وحين تربط تلك اليد الرسالة بخيط من حرير
وتجدلها على جناح يمامة
تطير بها إلى سِدة الأفق
على صهوة الريح
إلى سماء لونها أزرق
كلون ماء البحر الساكن أحداق الفجر
أو أكثر ...
أعود لوجهي المطبوع على المرآة
وجهي المعمَد بالشمع
وجهي المرمول على سور الحياة
اتحسس ملامحي ...
ترتطم أصابعي بالفراغ
ترتد يدي إلى جيوب معطفي
ويجيبني الصمت المريب
ليس لك سيدي إلا هذا الليل
وبعض من الفراغ الكثير
لحظتها أيقنت اني إنسان
يبحث عن ملامح إنسان
"البستاني"