بسم الله الرحمن الرحيم
البعض يتكلم عن الفرحة أوالحزن فتراه يشجع على إدخال السرور على النفس ويلوم الحزن ، وفي هذه الأثناء تراه يلومك إذا رأى منك حزنا وبنفس النية الصادقة يعتقد أنك أنت الذي تذهب للحزن أو الهموم ، ربما كل يرى الناس بعين طبعه بالفعل ، فأحدنا شخصيته تختلف عن الآخر وبالتالي تعامله مع مايحزن أو يكرب ليس بضرورة لقوة إيمانه وضعف إيمانك أنت ، فأنت ربما يعنيك الأمر الذي همك أو أحزنك وتعاملك معه أكثر من ذاك الذي يبسط الأمر بالنسبة له أو يفلسفه بطريقة تخرجه من تلك الربقة ، وهذا ليس له دخل بحال في قوة الإرادة أو ضعفها ، ولكن له دخل في تعامل وجدانك مع الأحداث ، فأنت ترى مالايراه الآخرون ، وكذلك الآخرون يرون مالاتراه ، وكل يحكم حسب رؤيته وماتعني له تلك الأحداث واستبطانه الداخلي وتأمله بعمق يختلف فيه بصمته في التعامل عن سواه .
ولكن هل يعني هذا أن ننغمس فلا نفيق من حين لآخر لنعيش لأنفسنا ولأسرتنا وولوالدينا ولمن نظن أنهم أحبونا ، صلاة ، وصيام ، وصدقة ، وقراءة قرآن بصدق تستشعر فيها بأن الله معك ويسمعك ويراك وأنت تدعوه وتشتكي له ما تجد ، لكفيلة بالتهدئة والراحة والاطمئنان عن كل اهتمام واغتمام ، وكما قيل : " لاتقل يارب عندي هم كبير ، ولكن قل ياهم عندي رب كبير " وقال جل من قائل سبحانه في محكم تنزيله :
﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ﴾
وقال أحمد شوقي :
وإذا العناية لاحظتك عيونها .... نم فالحوادث كلهن أمان
وليرزقنا الله بالسلوان على مالانقدر ، ويرزقنا بالرحمة والتخفيف والمداومة على ذكره وشكره وحسن عبادته والاستشفاء بقراءة آيات مباركة من الذكر الحكيم .