سيدي..
تعتريني حالة أشبه بالسعادة المحزونة والحزن السعيد ..
حالة ترفعني فوق الارض فلا أطؤها وترميني للسماء فلا أصلها ..
لكأنما تبحرملامحي على طبقات الفناء .. وترسم يد الخلود على ملامح صمتي سرّ التوحّد المطلق مع الذات من خلال ذات اخرى أتمتها فبلغت بها الى ضفاف اليقين..
ليس ثمة بين ما أعلم وما لا أعلم إلا خطوة من الفكر تنقل شتات الأمر من عدمه إلى وجوده ومن ضلاله إلى هدايته ..
فأعيد صياغة الأشياء بيني وبين ذاتي مرة أخرى بمفهوم آخر وكأنما أحاول فهمها وصياغتها من جديد..
سحبتني تلك النظرة الساهمة التي لم تترك سحنتي من لحظة تركتك الى ماوراء إدراكي وعلمي وإرادتي
فما استطعت أن أمحو أثر خطواتها على إيقاع بصيرتي ولا أن أمنع موسيقاها من خطوات فكري ..
فبدوت ساهمة الصمت واجمة الحدقة
لا أعلم من اين يبتدئ السؤال وأين تنتهي الاجابة
لم أكن أدرك إلا شيئا واحد هو..
أنك أنت
أنت ذلك الإيعاز السماوي المطلق لشرارة رماها القدر في شتات عواطفي
فصهرها جميعا على شعور واحد يتصل باللانهاية اتصاله بالأزل على حد سواء
كنتَ على تلك الطمئنينة المتشعبة مابين الروح والجسد والحكمة المتكأة على مرتفعات السنين التي خلفها العلم في رياض قلبك..
برهانا ناطقا بلسان وحروف وتراتيل نور .. وكنتَ بمشيئة إلاهية علوية
توقد سراج المعرفة في دياجير الضلال فلا أبرح مكاني
إلا وقبس منك قد أشرق من قسمات فكري المحدق في معاني الوجود..
وأطلّ على روحي بملامح علم نورانية القسمات
فيترك وقع خطاه في نفسي ذهول الهائم في ذاته والتائه عن الآخرين
أتراني بحالة عشق أبدية الشعور بلغت بي من النشوة أن نفذت بصيرة روحي الى حقائق الأشياء ..
فأحببت من لم يحبني ورحمت من عاداني والتمست العذر لكل إساءة .. ومُلئت بالخير خيرا جديدا تبكي معانيه في شعوره .. وتتوسم سريرته من سطوره..
وتتجه خطاه الى أسمى نفحات الإستسلام والتسليم..
فلا آسى على مافاتني ولا أحزن لما اعتراني انما أهمي من المآقي نفسي وروحي.. رأفة لا اعتراضا .. وغبطة لا احتجاجا
وبت أتأمل لأعلم .. وأعلم لأصل .. وأصل لأحب روحي فيك واحبك في روحي ..
وأحب الله في ذاتينا معا
قد أوصلتني من شفافة النفس ورهافة الروح الى أنثى من شعور تمشي فوق لاشعور..
وروح من سماء تهب روحا للسماء
هكذا صنعب بي تلك القبلة الهائمة فوق ديباج أحاسيسي..
وتلك الحرارة التي سرت من أطراف روحك لتلابيب روحي
فأشرقت من نارها نور وأطلقت من لهيبها برودة لروحي لا تغادرها أبدا..
ألحــــــــان الفــــــــلك ( إيمان محمد ديب )