(1)
لقد انتعشت مدارس هز (ياوز) في وطننا الكبير من الخليج حتى المحيط وخاصة في العطل الطويلة والقصيرة ولها جمهور غفير لا ترٌوق أدمغتهم ألا بتمايل خصر النواعم وهن يهزن بنشاط وحيوية .
(2)
هناك ليالي حمراء ووردية وبنفسجية وحتى سوداوية لمن يعانون من الأكتائب وفقدان العاطفة التوجه "للبروفيسورة" هيفاء هانم لتكتب لهم الليلة المناسبة فهي أدرى بالألوان (الفنتازية) التي تداعب الغرائز قبل العواطف.
(3)
عندما يسدل الليل وينتصف تنشط الطلبات بين استقبال وتوديع أبطالها سائقي (تكاسي) مشرفون على النمر لا فرق بين (هونيك - هناك ) فالعلاقات حميمة بينهما ولا يوجد فرق سوى المسافة والحدود وفرق صرف العملة بين الليرة والريال لها إيقاع خاص على (البست) فهناك الهز على الهواء الطلق وهنا الهز داخل الجحور ويكون الهز بحذر وروية وعندما يغرد محمد عبده أرفض المسافة تكون ضمن عمليات تكاملية لمعادلة الدرامية لليالي الملاح .
(4)
ليلة ولا كل ليلة كانت أنوارها وردية وبعد سويعات قلبت حمرواية وبعد سويعات قلبت بنفسجية وبعد سويعات قلبت سوداوية منيلة على أصحابها أنها ليلة ولا كل ليلة .
(5)
عندما يسكرون يتمايلون يمينـًا وشمالا وهم يهزون تكون تلك الليلة خارج نطاق التغطية ويبقى الوحيد اليقظ المحاسب فهو الأهم بالحفلة.
(6)
الغريب أنهم يأتون محترمين وأنيقين وخطواتهم ثابتة وعندما تشاهدهم وهم صامتون ستقول عنهم أنهم أهل الساسة وإذا تحدثوا أهل الحكمة والدراية وفي نظراتهم حكم وبعد نظر وعندما يقص شريط تلك الليلة الحمراء لم تعد الحكم سوى لمجانين وعقول ناقصة وثياب ممزقة وكأنك تشاهد كلمات متقاطعة تحتاج إلى ترتيب من جديد .
(7)
ليالي حمراء لم تعد محكورة على (هيفاء) و(روبي) وغيرهن من تقاطعات وأنفاق الأدب والأخلاق الفاضلة لديهن بل يوجد بداخل الإنفاق ما هو أفظع من ابتزاز (هيفاء) وأعظم من أثارة (روبي) وفي أرجاء الشاشة الممتدة الجميلة نشاهد خلف الكواليس المتشفقين للأخلاق الكريمة وخلف البكيني يحلو السهر بليلة أختلط دخانها مع ريح خمرها وغطى الضباب زوايا المكان وأختلط الحابل بالنابل .
طلال الفقير