يا سيدةَ الغناءِ؛
في حاناتِ الهوى عندما التقينا،
كانت أوتاري تُعزف بعرجونٍ قديم،
أخرجتهُ من أضلعٍ محطمة.
*
أنظري إليَّ
هذهِ عمامتي،
كقلنسوة قلانيس الدنيا،
فهل لغنائكِ أن يسافر بنا؟
إلى نهائيات الحياة!
يُجفْل الغوغاء عنا،
لموطنٍ أخير،
فيه أنتِ كصبح الريفِ،
وأسمالُ الكساء الإسلامي،
أراهُ مسجًّى على أخلاقكِ.
*
إني أرى أسارير المحيا تُبرز لؤلؤًا بينَ الشفاهِ،
سأقولُ لكِ،
كوني للصمتِ امتثالاً،
كي ألبّي نداء العاجل،
صوت قلبك النابض،
الذي توغل بأعماقِ قلبٍ،
موارباً رسْمُكِ،
منزويًا إليه،
يدلف غفراناً، ولا يسلو عن اشتياق.
*
سألفظُ حكايتنا،
بادئة هي،
كمسألة رياضية أُحيلت نتيجتها إلى غموضٍ آسر.
*
أيا سيدةً للغناءِ،
إن روحك تمرق على المسافرينَ،
وأنا المُسافرُ إلى حنانكِ،
ألجأ إلى نبراسٍ رانَ على قلبيناَ،
كما المصباح يرنو نورهُ على جباهِ الغافلينَ،
وللجنائن لغةُ خطابٍ تتهادى،
تتمارى كالعشقِ حينَ احتوائهِ المُبينَ.
*
تجلَّي للرؤيا، كأطلسِ حياةٍ،
وانعمي بجناسِ حدائقي،
التي تزهو بأشجارِ التفاحِ،
ونهرٍ كنهرِ الفُراتِ لذّة للشاربين،
وتأملي هجرةَ الكناري،
بين قاراتِ كياني، وسلوى كلماتي.
*
سأكون لكِ وقتًا ثميناً،
لا يتوه بين الساعات، والتأملات،
فعزفكِ الأخَّاذ سلبَني كينونةَ الفؤادِ،
وآياتُ أشعاركِ،
تترنم غُنجًا، وتحيطُ بي،
إلى خنوعِ الذاتِ لذاتكِ الغنّاءِ،
*
لن أغيبَ عنكِ مهما غابتْ كلماتي،
وإن تُهت عنكِ فأنا في غيبوبة رجائي،
أرجو حضوري إليكِ مهما بانت مسافات الليل.
*
لسنا في حانة هوى
ولا سكرةً تتغشى حُبّنا الغدقُ
إنما نحنُ فرادى قصةٍ
لن تنجو منها دفاترنا إن كنا سنكتبها
ولا رسائلنا إذ نستودعها أسراراً لنا
هيَ منكِ وأنا إليكِ
:
: