دعونا نرجع قليلًا للوراءِ أي في بدايةِ الأمر تعودت العقول على أن قيادة المرأة عيبًا لا يُستساغ مع أنّ النساء القرويات يقدن السيارة في قراهن , ومع التطور والتمدن أصبحت المرأة ممنوعة من القيادة في المدينة لأسباب عدة وفي ذلك الأثناء نشأ الجيل السابق على فكرة أن المرأة لا يحق لها أن تقود لا في الحاضرة ولا في البادية مع أن الدول المجاورة بلا استثناء يقدن بلا أدنى موانع , كما أنني سألت احداهن في دولة مجاورة عن تعرض الشباب لها في قيادتها فأجابتني ( لم يتعرض لي أحدًا قط ) .
فلماذا نحن نخشى ونتوقع حصول اعتداء من الشباب على النساء أثناء قيادتهن وستحدث كارثة في الطرقات وفتن عظيمة ومشاكل جسيمة ؟
فالجواب بلا شك لأن الشباب لم يكونوا معتادين على هذا الأمرِ أولًا وثانيًا نقص الوازع الديني وثالثًا لعدم وجود عقوبات صارمة تردعهم في حال الإقدام على شيء لا يمس الفضيلة بصلةٍ .
فأنت أيها المعارض على حق لكونك تريد الحفاظ على نساء المسلمين من الضياع والسوء ,
وأنت أيضًا أيها المؤيد للقيادة على حق لأنك تريد اعطاء المرأة حق من حقوقها والاعتماد على النفس ,
فلا نريد أن نكون مع الأول بإفراط , ولا نكون مع الثاني بتفريط , نحن نريد أن نكون على بصيرة
نجمع كُل من الدين والعقل والمنطق ليكون لدينا حل وسطي لا فيهِ انقباض ولا فيه انبساط !
لنفكر قليلًا !
ما حال المجتمع السعودي الآن ..؟
هل هو مرضي !!
هذا مؤيد وذاك معارض وهذا يتراشق بالكلمات وذاك يكتب المقالات !
جميعكم على خطأ وللأسف , ما تؤخذ المشكلات بهذهِ الطريقة , ولم يرضني جميع الطرفين أقولها بصريح العبارة .
الحلول تكون دائمًا بجمع الايجابيات وكذلك السلبيات فإذا رجحت الإيجابيات بالتأكيد سيكون الموقف ايجابيًا , فلو طبقنا هذه القاعدة على قيادة المرأة للسيارة فطبعًا في بداية أمرها –القيادة- سلبيًا بحتًا لأن هذا الموضوع خصيصًا أمر جديد على الشباب فسيتعمدون الأذى لنساء المسلمين ولا ننسى الفئات الأخرى من مخمور ومتعاطي وطائش ومتمرد على المبادئ , وبعد مدة سيعتادون على هذا الشيء مع وجود العقوبات .
سيء جدًا أن تكون القيادة بعمرٍ مفتوح فمن المفترض أن تكون بعمر محدد مثلًا من العقد الثالث فما فوقها , وكذلك لابد من وجود شرطيات في نقاط التفتيش وإذا حدث ذلك حدث ولا حرج !!
كما أن الموضوع لا يجب أن يُعطى أكبر من حجمه فلو قادت المرأة تكون قيادتها للضرورات وحسب
وفي حدود خاصة , وفي وقت مخصوص , وبحجابها الشرعي الكامل .
وإن لم تقُدْ سنكتفي بمشاهدةِ هذه الصراعات التي أصبحت حاجبًا عن هموم أحق من ذلك .