صمتَ النهارُ المستفيضُ عن الكلامْ
إِذْ كانَ جرْح القلب فقدكَ يا عصامْ
أنا مااستعضت عن اللآلئ بالدجى
لكن وجهك غاب عن ليلي فهامْ
وقد استمال الفجر لا شطّ له
والليل بعدك لانجوم ولا غمامْ
يادوحة وفروعها في أضلعي
والنسغ من روحي لها والإنسجامْ
أبكيك من عين السما فمدامعي
باتت كظلّ خيال روحك في الغمامْ
أبكيك فالآفاق تشهق والفضا
بالريح يزأر فوق أفلاك الخزامْ
هاتِ يديك أصابعي مكلومة
والسطر بين أكفّنا ألف ولامْ
فابدأ أتمّ الحرف منك وأنتهي
بك حيث أبدأ من حروفك بالكلامْ
وأفتح يديّ فأنت وجه نقائها
وعلى النقاء يلوح وجهك في الظلامْ
يا من به مني ملامح روحه
وملامحي مرآة روحك يا عصامْ
ان غبت أنت فطيف روحك في دمي
وعلى محيا الروح في وجهي المقامْ
فارحل كما شاء الزمان وعد كما
كان اتفاق لقاء روحينا الكرامْ
يامُطلقَ الأشياءِ مابرح الفنا
في جبّة الأيامِ ذا الكهل الإمامْ
يمضي فإذ بالعمر خلف جواده
ظلّ على كتف النهاية والختامْ
فإذا انطوت أعوام عمري وانقضت
وأتاك من عهدي انطفاء فانعدامْ
فاعلم يدّ الأيام في ظهر التي
كان الزمان بساط ساقيها الرخامْ
وإذا اعتراك الفجر يزحف بالدجى
وقد انبرى للحسن كالبدر التمامْ
سلم على الفجر التمام وقل له:
رحل الذين لجام خديك المدامْ
سأكون في جام الرحيل سلافة
للموت والكون المهاجر كل عامْ
وأكون بين يدي روحك آية
للوصل تُقرؤني المودة والسلامْ