أسعد المولى أوقاتكم بكل الحُبّ ...
جُبران وميّ زيادة ... حُبّ فريد لامثيل له في تاريخ الأدب .. أو في سير العشاق .. مثال للحب النادر المتجرد عن كل ماهو مادّي وسطحي .
دامت تلك العاطفه بينهما زُهاء عشرين عاماً .. دون أن يلتقيا الاّ في عالم الفكر والروح .. والخيال الضبابي إذ كان جبران في مغارب الأرض مقيماً وكانت ميّ في مشارقها .. كا ن في امريكا وكانت في القاهره. لم يكن حب جبران وليد نظره فابتسامه فسلام فكلام بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسله أدبيه طريفه ومساجلات فكريه وروحيه ألفت بين قلبين وحيدين .. وروحين مغتربين
ومن هنا كانت البداية ومن ثم تواصلا بالرسائل التي كان كل منهما يبحث عن روح الآخر في يقظته وأحلامه , كان كل منهما يسعى لرؤية ذاته في روح صاحبه حتى لكأن تلك الروح هي المرآة التي ينعكس على صفحتها نور الآخر ... وكلما قرأنا هذه الرسائل النابضه بالحياة الناضحه بالصدق , كلما أزددنا يقيناً بأن الحب الذي شدّ جبران الى ميّ , وشغف ميّ بجبران , حب عظيم , بل عشق يكاد يكون صوفياً لأنه تخطى حدود الزمان والمكان والحواس الى عالم تتحد فيه قوة الوجود ....
هُنا سأتقمّصُ رُوح الأُنثى "ميّ" ولأجل إسكات صوت الضجيج المتفاقم لديّ سأترك أحرفي تفرُّ مِن أناملي إلى صومعتي وأنثرُها رسائل تبحث عن مرفأ "جُبران" الّـ لاهويّة ! عن فوضوية وعشوائية ولُغة وحيـــــــــاة ...