ينقي العدس ويكنس الدار
في جولة جلتها يوتيوبيًّا، كنت قد وقعت على أحد المقاطع الهادفة، التي اختزلت حياة أسرةٍ بسيطة، مكونة من أب، وأم، وولدين لا ثالث لهما.
بدأ المقطع بدخول الأبناء إلى المنزل الأسري فخلعا نعليهما بشكل عشوائي، ثمَّ وضعا حقيبتهما بموضوعين مختلفين، بشكلٍ يشير إلى عدم اهتمامهما بوضعهما في الأماكن المخصصة لها.
دخلا غرفتيهما المخصصة لهما، وإذ برب الأسرة يدخل هو الآخر إلى المنزل وإذ بامرأته قد تفرّسته مترقبة سلاما ربما، أو ابتسامة أسرية لطيفة، لكنه لم يفعل واكتفى بالدخول مباشرةً إلى غرفته دون أن يعيرها انتباهاً، صمتت بدورها وآثرت تجهيز وجبة الغداء سريعا للجميع.
بعد أن أنهت الأسرة الوجبة، قام رب الأسرة بالجلوس أمام التلفاز، ثم قام الأبناء بالتوجه إلى الغرف وذلك للنوم بعد عناء يومٍ دراسي.
وهي تغسل الأواني إذ برسالة نصية أومضت في جهازها ( النقال) مع صوت النغمة المخصصة لوجود رسالة واردة، قامت بقراءتها وإذ بها من بعلها ( الشاي) فأحضرت له أبريق الشاي ولم يلتفت إليها حتى، فعادت أدراجها إلى المطبخ من جديد.
رسالة نصية أومضت أيضا في جهازه ( النقال) قام بفتحها ليقرأ ما فيها وإذ بعبارة ( ينقي العدس ويكنس الدار ) فتمعن فيها قليلا فحسّ بندم شديد على تقصيره وتغافله التعاون الأسري، لينتهي المشهد بتعاون الجميع.
تأملت ذلك كثيراً فتساءلت كم نحتاج إلى مثل هذا التعاون ونبذ التغافل فيما بيننا، فالتعاون يفضي إلى المحبة، والمحبة تحضن التعاون، ونتاج ذلك سعادة دائمة.
وقفة تأمل واعتبار، فهل لنا أن نعتبر
آل علي