يبدو أن رقم شريحته الجديد يعود لرجلٍ دأب على استقبال رسائل يومية من امرأةٍ ما :ـ
ـــ صباحٌ كأنت .. كحب يتحسس حرير الأرض لينقشها بالورد والزهر ..
كشمس تفرد خصلاتها على جبين الكون ليغني بصخب .
ـــ صباح القصيدة .. بعدما رضعت من رحيق الفجر .. وغذّتها لثغة الضوء ..
وجاءت تسألك لذيذ الشهد .
ـــ للناس مساءهم وسماءهم .. أما أنا .. فكلما أشرتُ إليكَ بزغ قمرٌ في إصبعي ..
وحين أذكرك .. أرى مساء تجمل وتزين وجاء لي وحدي .
ــ اليوم .. أضفتُ صورتك لصور ألبومي القديم .. بالفوتوشوب ..
أجزم أنك كنت فيها دون أن أدري .
ــ أخواتي يزمعن الخروج .. بعد مسلسل الثامنة .. أعتذرت ..
فأنت علمتني حب ذاكرتي والجلوس معها .
ـــ الآن .. خسر الليل زهرة عرشه .. ويترقب خسارة ثمره .. خضوع عظيم ..
يتوج بفجرٍ رائع . هكذا حبي .
ـــ المرآة تعلمت الصدق معي .. وشعري بات لامعاً مع كل شامبو .. ويثرثر
كثيراً مع النسمات الهادئة .
ـــ أعاودك الصداع اللعين ؟ .. فحجب رسائلك عني .. لو كنت بجانبك لرأيتني طبية
بارعة .. لا أدري كيف .. لكنًّ بعض الحب سحر .
ـــ لعلها القراءة سافرت بك عني .. ستجدني بين نساء الرواية ..
فأنا .. كما قلت عني .. قبيلة نساء .
ــــ مسكينة هي ستارة النافذة .. يلعب بها الهواء ..
تأتي وتذهب .. كما قلقي عليك .
ـــ القلق ذباب خبيث .. كلما هممت بإصطياده .. طار ليزعجك
في مكان آخر .
ــــ حبة الطماطم مقسومة على الطاولة .. هي قلبي ..
محشوة ببذور توتري واضطرابي .
ـــ السؤال طفلٌ مزعج .. يقفز على كتفي .. أتعثر به في المطبخ ..
في قناة هادئة .. هلاّ أدبته بالجواب .
ـــــ عدتُ عشرين عاماً للوراء .. أستطيع الآن أن أصنع لعبة من
أوراق متناثرة .. أتسلى بها عن حنيني وشوقي .
ـــــ ضوء الصباح لا يستذنني وهو يسرق سكينة أرواجي .. ويتسلى
بتفاصيل عطوري .. ويدركه شوقي إليك ليبعثر سرير قلبي .
ــــ واحد .. اثنان ، ألف .. باء ، بذرة .. شجرة ، بحر .. شاطئ ..
يبدو أن الكون كله منتظم .. إلا قلبي .. كلما كبر في الحب أوغل في الفوضى .
ـــ حين وصولي لعملي .. أنزع عباءتي وذكرياتي .. اليوم نبهتني سعاد ..
أني ما زلت أرتدي عباءتي في مكتبي .
ــــ إن كان هجراً .. فأي ذنبٍ اقترفته .. وإن كان رحيلاً .. فالشمس رغم سطوتها ..
تودعنا بحنان عند غروبها .
ـــ بالأمس كنتُ أشير إليك بسبابتي وأقول أنت .. اليوم أشير بكل أصابعي ..
لأقول كفى .
ـــ ليتني أنسى .. لكن علمتني الحياة .. أن النسيان هو من يقرر متى يأتي .
ــ هديتك لي في ذكرى تعارفنا .. أحسبها دموع زهرة رائعة .. محبوسة في قنينة .
ــ هي رسالتي الأخيرة .. فيها انكسار .. ورجاء .. ووداع .
هنا أرسل إليها كاتباً :ـ
أيتها السيدة .. أنتِ تبعثي رسائلك على الرقم الخطأ .