عندما لاحَت بالأفقِ بشائرُ القدر
نُقِشَت بألوانِ قوسِ قُزح
مواعيدُ الوصال
قرَّبتنا الأقدار
لتَشهد على جَلدِ البُعد لمشاعرِنا
لتَستعذِب أصداءَ الآهةِ في فضاءِ مسافة
تَعَمدت وضعَها الأسباب
تزدادُ أشواقُنا اشتعالا حين لقاء
فكيف هي ذات غياب ؟!
تمزِجُنا الليالي سهراً وسهداً حين ارتواء
فكيف هي عندما نظمَأ ؟!
تحتوينا تعقلا حين عَصف
فكيف هي ذات جنون ؟!
نم أيها الليل ..
فقد أعرناك جفون الراحة
أحلم بنا
فلا واقعا يسكنك إلانا
استرخِ بأوردة السكون
فلن تؤرقك شكوى حنيننا
ابعث أمانيك أضواء
لتهرب عبرها عتمتك
فلا رغبة لفجرٍ يسكننا
غير توحدنا خارج حدود زمنك
عَشِقَ الوله تَعَنُّتَ اللحظات
تلك التي تتوهم إقصاءنا
حد الثمالة
وما فطن وصولنا
في لمحةٍ أسرعُ من رفَّةِ رِمش
وهمسةٍ أقربُ من أنفاسِ الترقُّب
ولمسةٍ أعمقُ شغفا في الروح
نرجئُ الاعترافَ بالحقيقة
نتغافلُ عن قسوةِ الواقع
نتناسى ألمَ الأملِ اللامبالٍ
لذروةِ جنونِنا
لامتزاجٍ حقيقي كـ حُبِّنا
واقعي كـ شوقِنا
لكنه يأبى إلا حُزنا يمزقُنا
ونزفا يزلزلُنا
وتعبا يُعاني وجع الغربة
يتوجع القلب
يتبدل إيقاع نبضه
إلى موالٍ يئن
فيصرخ
,, لم لا نكون لنا ؟ ,,