انتهت لحظة من حياتي مهمة جدا ، درجة الاهتمام لها بالغة لحد كبير بالنسبة لي ، أما غيري فلا يراها شيئاً يذكر ، قد يبتسم أمامي ابتسامة كالتي في التلفاز وتلك البرامج العالية الجودة ، ابتسامة عريضة حينما ينطق يقول – أيوه من معاي يا أهلاً بيك ومرحبتين – طبعا كل هذا خالي الوفاض من حقيقة الحال .
قد تكون آلة التصوير أفضل من يهتم لي الآن ، فقط أضع المؤقت على التصوير خلال خمس ثواني ومن ثم أضعها بجانب التلفاز الذي أطفأته وأضع نفسي أمامها مباشرة وأبتسم – كليك – وتخرج الصورة بمثل رؤية آلة التصوير ، لقد اسعدني هذا الأمر حتى أكثرت منه وفجأة توقفت آلة التصوير عن العمل لعدم توفر طاقة كافية للبطارية المدرجة فيها ، تحسر بعض الشيء ينتاب النفس وبعض من التأوه وامتعاض وتوتر الأعصاب حتى بدأ كل عصب يؤنب العصب الأخر ، فقررت أن أعمل بعض اليوقا كي أهدأ وأتأمل وأجد حلاً ، وبعد أن أغمضتَ العَيْنَانِ ، وتفكرت قليلاً ، آلة التصوير تلك تلتقط صورة لي فقط وتضعها في الذاكرة لديها مقلوبة ثم تريني إياها بوضعها الطبيعي ، لكنها مجرّد آلة تفعل ما هيئت لأجله و فوق هذا كله تحتاج إلى طاقة فإن لم تمدها بتلك لم تقدم لك ؛ أطلت التأمل وفكرّت كثيرا كيف أجلب ذلك الأرعن الاهتمام واجعله رفيق لي كأداة جذب لكل من يراني أو يسلم علي ، عدت بالتفكير إلى آلة التصوير قد أجد التقاطه لفكرة محض الصدفة ، لكن لم تسعفني الذاكرة إلا أن أعود لانتهاء الطاقة ، فكانت تلك لالتقاط حل صعب الحل ، فالطاقة فينا لا بد أن نهتم فيها ونزيد في حجم تحملها ساعة تتلو الساعة .
الطاقة الروحية لابد أن تكون ذو حياة لا أن تكون كآلة التصوير تلتقط المشاهد وتقلبها ثم تعيدها كما هي الطاقة الروحية لابد أن تمتص الحياة من كل الحياة حتى الأحلام والاستيقاظ الأهل والأصحاب المعرفة والعمل إن لم نتفاعل مع هذا كله سنجد طاقة فارغة تميت الروح وتبقي الجسد حتى يموت من أثر حركة مستمرة لطاقات أرواح أخرى .. ( ودمتم سالمين )
( علي بن مجدوع آل علي )