ياغلام إنِّي راحلةٌ عمّا قريب فأحفظ عني بضع كلمات قد غلفتها لك بثوب وصية عن فقيرة نازعها شيطان مريد في مساحة خالية وأفسد عليها ما أفسد..
ياغلام لا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
حدث بما يقتضيه المقام وإيّاك والاسراف
واعلم أن فراغ القلب من محبة الرّب مدعاه للسقوط في وحل الشهوات...
والأنكباب في لجج الخطيئة...
ياغلام لايغرنك انسكاب الماء في صحراء قاحلة
وأن تراءى لك شرابًا مختلفًا ألوانه..
أيّاك يا بني الأصغاء لبائعي الكلام...
والمتسولون على طرقات الأعراض..
أوصيك ونفسي الظلوم بالعبور على القبور...
ياغلام قد اجتبانا الآله بعضلة لاتكف النبض فدع حركاتها فلاح مبين ونصر عظيم....
بني قد مسني الضر وأنا طفلة التاسعة
كل وجه صافحني بارك جهد والديه ماعلموا أنه ربي خلقني في أحسن تقويم..
فلا تأخذك بالعزة مأخذ ولايغرنك بالله الغرور...
إنه الوهاب وبيده الأمر كله...
ياغلام لا تكن ممن يعش على فضلات الكلام وصدقات الدعم أياك والركون على الأطراف إلا في معركة لطائفة حمقى يقتتلون على البيضة والدجاج.
واعلم يارعاك الله أن معارك النقاش قد تكشف لك عن أمرين لا ثالث لهما أما عمقًا يعلو بك أو عقمًا يهوي بك.....
تلك بعض الوصية من فقيرةٍ عشرينيةٍ تقف على جانب متين وحينًا على شفا حفرة....