انتهاكة .! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : سعد سيف - مشاركات : 13 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 518 - )           »          القهوة أكثر من مجرد شراب (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 34 - )           »          مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 80 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 796 - )           »          البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-13-2012, 12:17 AM   #1
هيفاء العيد
( كاتبة )

الصورة الرمزية هيفاء العيد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

هيفاء العيد غير متواجد حاليا

افتراضي انتهاكة .!


.


حين تنتظر ما لن يحدث يصبح الإنتظار أمداً وتستثمرك الأحلام العاجزة في صنع أجنحة لها لـ تطير بها لغيرك .

ولأني لا أستطيع التخلي عن فكرة أن الحياة تدخرُ لي شيئاً جميلاً فقد تركتُ بي شِقّـاً فارغاً

سـ أرتبُني فيه حين يحدث هذا الشيء الجميل والذي لا أعرف حقيقةً ما هو , ولكني أعرف طعمه الذي يشبه لذة خلق الفكرة , ومتعة التدبير لـ ثورة , وفورة التورط في نشوة غير مكتملة , والفرح بالنجاة من الخطيئة .

ولأن هذا الكون مسكونٌ بالغياب فإن حقي فيك لايزال غائباً ,متجاوَزاً , والطريق إلى نيله محفوف بالخسائر الفادحة والمزيد من الإنتظار اللامنتهي , ينتحرُ الصمود في أوله , وفي آخره يتحول خوفي لخوفٍ آخر .!



كـ السنوات التي مرت , تراكمتُ في صدري بما يكفي لأن أتحدث عني بشيءٍ من مزاجٍ معكّـر , وأخلع رداء السكوت القاتم حيث لا شيء يربط بيني وبين الحياة سوى الشعور بالامتعاض , ويد مخذولة بأصابعَ مَحْـنِـيّـة لا تجيد الإشارة إلى أي شيء .!



أتخيّلُ أحياناً أنني أسير والزمن متوقف , في محاولة للخروج عنوة من واقعِ سيره وأنا واقفة في نفس البقعة من الإنتظار لا أشغلُ من الأرض سوى موضع قدميّ .!



ليس على الحزن أن يكون مرتبطاً بغيابك , فالأيام القليلة التي قضيناها معاً لم تخلق شيئاً جديداً تجاهك غير الذي كان قبل أن نسكن الظلم سويّاً , كنتَ مجرد رغبة في الثورة على ما تبقّى من أشيائي المستقرة , وعلى صوت العزلة في جسدي اليتيم الجائع ليدٍ تمسح عنه تعب السنين , بـ غض النظر عن الحقائق التي أبحثُ عنها أو أهربُ منها .!


تكونتَ في صدري غريباً و رحلتَ غريباً , بعد أن أحرقتَ غطاء جسد امرأةٍ خانت براءتها تحت حكم صكٍّ مقدس دسّه القدر تحت فِـراشها في ليلة احتالت على العمر بـ فرحٍ جماعي فادح .

ورودٌ و أغنيات وربيعٌ استدار على خاصرتي وأجسادٌ تتراقص على جثث أشيائي الجميلة التي غادرتها وغادرتني.!

كنتُ تلك الليلة مشغولة بالمرآة أتردد عليها كل لحظة وفي كل مرة أرسمُ على وجهي انفعالاً ما , وبـ يدي أختبرُ قشعريرتي سرّاً , استعداداً لما خلف الأبواب المغلقة , ويسكنني جيشٌ من الأسئلة المربكة : كيف ستشتعلُ الحياة في نهدين مهجورين منذ ميلادهما ؟

كيف سـ يتسع هذا الجيد النحيل لـ ألفِ قُبلة وقُبلة ؟

وهذا الجوع الذي يلحُّ كـ خطيئة, هل سـ يبدو على ملامحي وأطرافي ؟

ترعبني فكرة أن جوعي يمكن أن يبدو على ملامحي.!

والسؤال الاكثر إلحاحاً / هل أنا سعيدةٌ بهذا الإنتقال المخيف أم لا ؟
يبدو أنه لا يعنيني كثيراً إن كنت سعيدة أو غير ذلك , حتى وإن كان ما يحدث ليس طريقاً للتعاسة فـ هو في أسوأ الاحوال لن يكون طريقاً لغير ذلك , فـ قليلٌ من الصبر يكفي لإطعامي لأبقى على قيد الحياة .!



كـ كل البدايات غير المتقنة والغارقة في التفاصيل التقليدية والقيود البالية , كانت أيامنا الأولى , ولكنها كانت كافية لـ ركْـنِ الأحلام بعيداً وربما نفيها لإنتفاء الحاجة إليها , فلم أكن أعرف أن حياتي مع ذلك الغريب اختـُـزِلت في تلك الحفنة من الأيام القليلة وذاك الفصل القصير/ البسيط *حد الغرابة الذي انتهى كـ ثمنٍ لانتهاكة غير متعمَّدة لقدسية ذاك الوهم المسمى بالوطن ,أجازت للقيود والقضبان أكْل حياتي قبل أن تنضج , وخلقت مسافاتٍ طويلة مقفرة بيني وبين ذلك الغريب الذي كاد أن يكون قريباً .!

بِـتُّ كـ أضحيةٍ نُـحرت على أعتاب البدايات الساذجة .!

سنوات مرت وألم يعرش بين ضلوعي يتصبب له عرق النوح ،لاأعرف من أين بدأ ولا أين ينتهي،
وثمة انتظار يكبرُ ويتناسل ويموت, وأنا في الطرف الآخر لا أحسنُ صياغتي من جديد , وفي كل مرة أرتدي السكون الذي يتشظى منه جسدي كله أتذرّعُ بالشتاء الذي يقصف بقسوته كل الأطراف عدا أطرافي .!

أحفرُ وجهي على حائط مواجهٍ للحياة وكل يوم أُكسِبُه ملامحاً تُفرَض عليه قسراً.!

لم أعد أسرفُ في انتمائي للأشياء والناس .

وأتمادى في أخطائي دون أن أُجهدَ نفسي في التبرير .

زهدتُ في دموعي واكتفيتُ بالكفاف من الكلام , وأصبحتُ أنام وأستيقظ بلا منبه , ولم يعد للعبث طعمٌ يختلف عن طعم إسداء المعروف .!

ويـدي التي تجهل جسدي تقبض على غضاضته وتعصرها بقسوة , يرعبها نضج هذا الجسد أكثر على جمر الغياب , واخضراره الفاضح يغري بمطاردة الأفواه الجائعة / كيف أجعله في مأوى عن المطر ؟ كيف أعلمه الثبات في اضطراب الضلالة ووفرة العابرين وصخب الفراغ.؟


كلانا خلف القضبان أيها الغريب القريب .

كلانا بعيد وحقه في الآخر لازال غائباً .

ماذا علمك غيابي ..؟ لا أعرف حقاً إن كان غيابي علمك شيئاً يعنيني .!

ما أعرفه جيداً هو أن غيابك علمني مالم أكن أعلم .

علمَني أن أكره البعيد , وأرتاب من القريب .

علمَني أن أغرق في التفاصيل حتى أؤجل الوصول إلى النهايات .!

علمَني كيف أبتاعُ وجهاً بكذبات زهيدة .!

وعلمَني أيضاً أن الوطن غصّة لا تكفّ عن التورم حتى نكف نحن عن الحياة.!

لم أفعل شيئاً له قيمة عدا أنني أصبتُ الحاجة بالعرج, فباتت ضعيفة عاجزة لا تقوى على النزال. *

وفي لحظة خوفٍ مني, غير مبرر/ توقفتُ عن كتابة الشِّعر , وشعري الطويل الحالك قصصتُه وكأنه خطيئة سارعتُ بالتخلص منها وعدم العودة إليها .

أصبحت الأحلام غير قادرة على استمالة قلبي لأني أدركُ جيداً أن ما يحدث الآن, وما هو آت مصيره أن يتراكم .!

ولا زال الشق الفارغ بي ، فارغاً .!!







*

 

هيفاء العيد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.