معزوفة الحياة
إن الحــيــاة تراتـيــل وألــحــان
هـل لحـن عمـرك آهـات وأشـجــان؟
أم أنه فـرح في لـحنـه رقـصــت
في نـغـمـة السـعد سـاعـات وأحيان؟
اترك حيـاتك تعزف لحنها طربا
كـي تنـتشـي مـنـك في الأقـدار آذان
فهل رأيت لمن مروا وقد عزفوا
لـحـن الـحـيـاة وفـي آثـارهـم زانــوا
وهل سمعت إلى صوت الخشوع وقد
سرى إليـنـا فــفــي الآفــاق رهــبــان
وفي رحاب السماوات العلى نطقت
روح المعالي لها في الأرض فرسـان
الزقـزقات الـتـي فـي ثـغـر عالـمـنـا
فـــإنـمـا هـــي أخــلاق وإيــمــان
وهـذه الشـمـس هـل تـرنو لبسـمتـهـا
سراجها الـحـب والإخـلاص مـيـزان
وإنـهــا بـحــداء الرحـمـة اشـتـعـلـت
فـضـاء فـي الـكـون إينـاس وتـحـنـان
وهـل رأيـت لـمـوج البـحـر منتشيا
فـــإنــــه بـلـحـون الــذكـر نـشــوان
تـلك الـجبـال التي تسمو بـجبهـتها
يعلو بها لســــــماء الله قـــــــــــرآن
وجه السما الليلكي اللون ذاب هوى
لما غشته من الســـــــــجاد سبحان
وللنجوم شعاع لامع خــــــــــــجلا
لما جرى في نشيج الدمع غفران
ذاك الجمال الذي في البدر مؤتلقا
عزف سرى وله في النفس ميدان
والذكر في سبحات الليل هينمة
يصغي لها في جنان الخلد رضوان
أصخ لهدهــدة الام الحنون على
وليدها فبـــــــــــها للطف أحضان
وهل رأيت لود الناس بعضهم
الحب طير وحسن الوصل أغصان
وذلك الفلج الشادي ترقـــــــرقه
خريره العذب إيــــــثار وإحسان
أطلق فؤادك قيثارا تحـــــــركه
أنامل العزم والإيـــــــــقاع إيقان
ومن حواليك كل الناس دنــدنة
فصُغ نشيدك إن الناس أوزان
لا تجعل الآهة الحرى نشيدك في
وقت الجراح فمـــا للآه عنوان
نوح الحمام على أغصانها أمل
ما كل نوح على الأغصان أحزان
فكن غناء إذا اشتد العناء وكن
عند الشــــــــقاء سقاء فيه ريان
كم أنة من فم المكلوم رتــــلها
فهل بها لـــــجلاء الهم إيذان؟
لون حياتك إنْ غيم الهموم همى
فكم زهت بعد وقع الغيث ألوان
صوت القلوب ترانيم نرددها
ومن صداها انتشت روح وريحان
أما سمعت إلى عزف الرياح لنا
تلك المشاعر حاديــــهن مرنان
وللحفيف الخفيف الوقع نبرته
همس يردده للعــــــــقل لقمان
فاسمع صداح النشيد العذب من لغة
بنغمة الضاد بالتبيان تزدان
هذي الحياة أهازيج نرددها
معزوفة نحن مَن كورالَها كانوا
يقودنا الحب نحو الله في نغم
يشجي الوجود فيرقى فيه وجدان
الروح نغمتها والنبل أحرفها
إيقــــاعها فرح واللــحن إنسان