أَغْصَان بَلَّلها الوجعُ
إلى ج ....
[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.ab33ad.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/13.gif" border="double,4," type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
سافرتُ في جسدِ الظلامِ مُكبّلا=ومشى السهادُ على العيونِ فكحّلا
والوقتُ يسبقني لساحةِ صمتِهِ=فيجيءُ عُمْرِيْ بالعذابِ مبلّلا
وَحنا على ضلعي غُصَينُ تأفُّـفي=والصبحُ جاءَ مع الشَّذا مُتغزِّلا
وحُرُوفُ شِعْرِيْ أَطلقتْها رغبةٌ=لِلَّونِ حتَّى فيّ صارتْ جدوَلا
ونَمَتْ فراشاتٌ تنامُ على فَمِيْ=وترفُّ في دربِ التوجُّسِ منْهلا
وحدودُ قمعي أنبتتْ في ثغرِهَا=صوتَ الوشايةِ حيثُ نمْنَ تبتُّـلا
لا حدَّ ليْ ومسافتيْ أطْبقْتـها=والشِّعرُ جاءَ إلى فضاكِ مُهرْوِلا
فالْحُبُّ أَدْريْ عُمْرُهُ عُمْرُ الشَّذا=يمضي كما يمضي النّدى مُتعجّلا
أَدْرِيْ بِأنَّ الرَّكبَ يطوي وعدَهُ=والليلُ في جنحِ الجنونِ قد اختلى
وأنا وأنتِ وساعةٌ كُنَّا بها=فوق السِّماكِ نُقيمُ توقاً مَنْزِلا
غادرتُ أبحثُ عن رسومِ أحبّتي=فوجدتُ قلبي بالهمومِ قد ابتلى
ووجدْتُ رسْم الدارِ صارَ حمامةً=وبكى وحنَّ على الجميعِ وولْوَلا
لَمْ يَبْقَ مِنْ لَيْلى ورسْم ديارها=إلاَّ بقايا النؤي فيَّ تَمَثَّـلا
فجثوتُ في بابِ الظهيرةِ أشتكي=فشكا إليَّ بصمْتهِ وتحوّلا
والوقتُ يربكني ببعضِ أنينهِ=ويصيحُ يتمي في العيونِ تسوّلا
فستارُ جرحي خطوه قد لامست=شفة الجدار فلاح فيها مسْدلا
ويداهُ مَرَّتْ في وجودِ غَرَابتي=والوشمُ ظلّ على رمادي مقفلا
والوعد لامستِ السرابَ خطوطُهُ=فتنهّد الإبريقُ فيَّ وأجفلا
أعلنت يا هذي قطيعة خُطوتِيْ=والظِّلُّ عند النخلِ جاءَ مُسرْبلا
والحُبُّ قال لنجمتي وجعي غدا=شبحاً نَمَا برمالهِ مُترهّلا
ذيّاك أنت ووقع ليلك لم يزلْ=يكبو ويحملني الحنينَ تأوّلا
والحُبُّ شرنقني وبثَّ طقوسهُ=وَملا كؤوسي بالنبيذِ ومَا غلا
عريان بِيْ جرحي يدندنُ نزفهُ=ليعود من سفر المتاهةِ مُبتلى
قمري وعشّاق الجنونِ تزاوجَا=وإلىّ قيظ الوهم ِ منهُ توجّلا
نسي الطريق فشمّ مطلعَ بوحهِ=حلمٌ وأيقظَ عزفهُ المتأجّلا
لم يبقَ فينا ما يؤملُ كي نرى=مطر الغيابِ بهِ الوجود تجمّلا
والضوءُ يا وطني ادّعى مِن أنّهُ=سيقيمُ في كلِّ المدائنِ محْفلا
ويذيْعُ حب ما ادّعينا جمرهُ=لضنى القلوبِ نشيدهُ المتعلّلا
عِنّي على نفسي رحيلك صاغ لي=موتي وجافاني ثراك مُرمّلا
عِنّي عليّ أنا قتلت طفولتي=وسجدت في حلم الوداع مؤوِّلا
عِنّي رحيلك صار قتل جوارحٍ=وخطاب رملك صاب منّي مقتلا
أنا قد رجعت لبيت صمتي مفردًا=قلقاً ووجهي فاضَ وجهًا مهْملا
فالبابُ لم يعرفْ تنهّد أضلعي=وعلى رؤى أعتابه سقطَ المَلا
وحدي رجعتُ وخطوتي مبتورة=ويدي على آثارها تأتي الفلا
يا بيتنا عدنا وقارب رحلتي=قد عاد علّ سحابة تأتي إلى
قد عاد في أمواجه سكبَ الندى=أحزانهُ والوجد فيه تزلزلا
يا موطني كلّ الرؤوسِ خؤونةٌ=وبهم كراسي الحكم صارت جحفلا
وجهاتنا مسدودة بغبائهمْ=وفمُ الخيانةِ فيّ صاحَ مُبجّلا
يا موطني كلُّ الحدودِ تشرذمتْ=والّلصُّ من بيتِ الأميرِ تسللا
فجميعهم كي لا أحشِّمَ واحداً=هم يسرقونَ ويسرقونَ بما حَلا
قـُلني ومشنقتي تعلّق حبلها=حولي بأنّي لن أعودَ فأقتلا
أنا وجهُ ماضٍ زعزعته مجرّة=فهوَت نواميسُ السماءِ تعجلا
لوّحت فانكسرت مرايا عودتي=هذي أنا بغدادُ شرّدني الأُلى[/poem]
19/10/2011
بغداد
من ديوان الهدوء ياخذني إليه