عشق الشرفاء . . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 304 - )           »          رسائل عطرها رماد .. (الكاتـب : سهيل العلي - مشاركات : 1 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 71 - )           »          اتُنسى؟ (الكاتـب : إبراهيم الجمعان - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 793 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7442 - )           »          خربشات لا أكثر .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 10 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 4 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 439 - )           »          بحر الحزن !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2012, 03:49 PM   #1
بشرى المطر
( كاتبة )

الصورة الرمزية بشرى المطر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

بشرى المطر سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي عشق الشرفاء . .



-




كلنا ندرك تماما بأن الوقت الذي نقضيه في تدارك أزمة ما قد يتضاعف ويضاعف في قلوبنا آثار الازمة
منذ زمن لم أبكي , ولم ألمس سور بيتك العتيق , ولم أتناول قهوتي في الحي القديم
لم أخبرك يوما بأن الأقوياء حزنهم صعب جدًّا , إنهم لاينهارون ولكنهم يتهشمون من الداخل
إنهم لايذرفون الدموع ولايتنهدون ولا يتحدثون , يظلون صاميتن حتى ينتهون تماما
ولم أخبرك أيضا بأنني كنت قادرًا على الرحيل إليك , واجتياز المسافات البرزخية , ولكن الأرض تحتاجني

إنها الحرب ياعزيزتي ..
الحرب جعلت مني رجلا آخر , تتسيده القرارات الصعبة , وتهزمه الأمور المتعلقة بالعاطفة .
استطيع القتل , لكني ابتعد عن لمس الأشياء الضعيفة التي قد تكسرني “كأنت ” مثلا .
أقاوم الحر والجوع والشمس والبرد , لكني لا أقاوم دمعتك , وربما ينتهي أمر قوتي بيد ضعفك .
إنها الحرب ..
شكلت أناسًا يظهرون عكس مايخفون , ويخسرون أكثر مما يربحون ..
وأنتِ اول خسائري , التي لم أجد بعدها للنصر لذة .

-
أنا لست ناقما على الأرض التي أدافع عنها , انت لم تسمعي بعشق الشرفاء لأوطانهم ومناضلتهم لإبقائها حرة , وأنا عاشقٌ للوطن ..
عشقٌ أعزّني أمام قومي , وأذلني أمامك .
نحنُ ولدنا في هذه الأرض , وربونا على صوت القذائف , وحضرنا أعراس الدم , وبكينا على الجيران والأطفال , نحنُ ولدنا لهذه الأرض وسنموت منْ أجلها ..
ولكن ياعزيزتي ..
أحدنا فطم حب الأرض , والآخر لايقوى الفطام .
أنتِ أحببت الحب بعيدًا عن الأرض , وأنا جبلت على حب الوطن .. والجبلة لاتتبدل .
ليتك عندما رحلتُ بحثتِ عن حياتك .
لكنك استقبلتي المرض برحيلي , واحببتني أكثر مما كنتِ عليه !
برقياتك لم تكن تصلني , كذبوا عليك لتكرهيني , ولكن حبك ازداد .
كنتِ تتذكريني كلما فكت جدائلها الشمس , كنتِ تصلين كثيرًا حتى ينجيني الله من الموت ,
كنتِ تدقين أبواب الليل بجسدٍ ضعيف وتبكين حتى يغشى عليك .
حبّك لي أنجاني من الموت , واعادني من الحرب .
ولكنه أخذك ياصغيرتي ..
أخذك مني الحب إلى البرزخ ..

-
لم أفي بما وعدتك , ولم ندخل زحام الحياة معًا , ولم نشتري الأشياء الصغرى , ولم نتشارك الوسائد ولا أكواب القهوة .
كانت الحياة تمشي سريعًا , وكان عليّ الفداء ..
يخيّل إليّ أني لم أعش الحياة , يخيّل إلي أن الذكرى ستصبح وشمًا على ذاكرتي ..
لا الليمون ولا الزيتون ياعزيزتي اغتال ألم رحيلك من صدري ..
أنا واقف على ذاتي , أسرّح تراب قبركِ ..
أنا أريد إخبارك بأن الوطن أنتِ , والوطن أن أعود المساء لنحتسي القهوة معًا , والوطن لنا ولأبنائنا ,
لكنك لم تتريثي حتى أخبرك , غيرتك من الوطن وحبك أماتكِ ..
كلّ مايربطني بالوطن رائحة التربة , وقصص الفداء , ودم جدي الذي يجري في دمي ..
علموني أنا أحبّ الأرض وافديها ..
علموني أن أنظف الأرض من وحل اعدائها , تحدث عن ذلك شيخُ قبيلتنا , وكنتِ أنتِ متأثرة بما يقول وتبكين ..
فمالذي غير شعورك تجاه الوطن !
أنا كنتُ أخشى أن يضيعَ زماننا , وتشيخَ عروبتنا , وينسفَ التاريخ أصولنا ..
أنا أحسنتُ القتال , فقتلتكِ دون أن أعلم ..
أنتِ درسٌ في الوفاء , وأنا درسٌ في الولاء ..
الذين يخطئون هم الذين يحزنون , وأنا لم أخطئ .. فلمَ أنا حزين !
عندما كان الجميع يهتف الوطن الوطن الوطن , يلوحون بالأعلام والالوان
وأنا كنتُ ألوح بحبّك , واهتف ” الوطن أنتِ ” ..
إنك في قلبي عصفورة بيضاء , سجنها الحب حتى ماتت , انني امسح الدمع بمناديلك
وأقف تحت الشباك العتيق , وأقطف الأزهار , أسقي شجرة الليمون , واطعم الحمام , واعود في المساء !!
أحاول أن أثبت لكِ بأنني جيدٌ جدًّا , وصالحٌ جدًّا ..
أحاول أن أفهم لمَ رحلتي وأنتِ تعلمين أن حياتي كانت مقسمة نصفين , أنتِ والوطن !
تركتني قمرًا يتسول بين العيون , صببتي الشمس في صدري لأحترقَ من الألم ..
أنا الآن راحلٌ عن قبركِ , ذاهبٌ للاستشهاد ..
فالأحجار والطين والشباك يذكرنِي فيكِ , وأنتِ جبين هذا الوطن , وجبهة النصر , وقاع المدينة ..
وأنا اكتشفتُ الوطن فيكِ فلم يقنعني النصر بعدكِ ..
صدأ فكري وأنا أناضل من أجل حريتي , وأنا أقرأ أسماء من فقدوا أرواحهم من أجل الفداء وأريد الإنتماء إليهم ..
حبّك لي انقذني واعادني , وحبّي لك سيأخذني إليكِ ..
أنا إنْ أتيتُ , سأطلبُ من الله أن تكونِي حوريتي , وأن يجمعني بكِ وبالوطنْ ..
فالشهداء لايموتون , إنهم يحيونَ لما ماتوا عليه ..


* بشرى المطر




 

بشرى المطر غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كفاكم استخفافاً بمشاعرنا ! سماح عادل أبعاد المقال 12 08-02-2011 12:25 AM


الساعة الآن 01:49 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.