أطلقها يا سجاني
كي ترنو روحي وتحلق مع الحمام وسط السماء
لن تنبت خلف قضبانكَ جذورٌ لـزهر البيلسان
ليس من ثمة مطر هنا
ولن ينعم أنفي بعد الآن بعبير الياسمين
قل لسيدك بأني لن أطيل البقاء في فندقكم المريح!
فمتى النجاة ومتى الخلاص!
*
أطلقها الآن! لا تخفي ملامحك، لا تخف
اقرأ عني ما يلي:
لن أنحتك حرفاً في مذكراتي، لن أقرأ غيري خطواتك المترنحة
ولن أرسم بقلمي ملامحك البشعة،لن تكون بطلاً لنصي القادم
فأنت ظل مزيف سوف ينجلي، وسيفٌ ثقيل الوزر للأحلام هادم
*
أطقلها، اكسر السراج من دوي صوت سلاحك
احرق الشمعة واخنق النور بيديك المشوهتين
فضوء الشمس يتسلل عبر ثغور ٍلا تراها أنت
ولا سيدك المختبىء بمخدعه!
*
جاءني البارحة عصفورٌ طل من نافذة الحلم
جاء لي برسالة من أمي... يداي مكبلتان لم أستطع قراءة الرسالة
حاولت فك الأصفاد... بكت يداي دماً
ليس بحوزتي قلم! فكتبت لها الرد من دمي
ليس بحوزتي ورق! تناولت قصاصات من بقايا ثيابي الممزقة علها تكف عن البكاء!
لم يحتمل العصفور رؤية الدم، مات العصفور يا أمي
والمسافة بيننا بعيدة... الرسالة استولى عليها سجاني!
فلقد جاءني هذا الصباح وعينيه تقطران شراً وبيده رقعة حمراء زجرني كي أرتديها
قال لي وهو يقهقه بأنها تلائمني
أنت تدركين يا أمي بأن الأحمر ليس لوني المفضل
لكني ارتديتها وسترت بها جسدي المنهك
ها أنا ذاهب معه، قد كتبت لكِ قصتي على حائط السجن المتشقق
مع وجه ضاحك لا أدري كيف أتى بالبسمة في مثل هذا المكان!
لا تقلقي إنها رحلة قصيرة خالية من الألم وسأعود قريباً
وبحوزتي الكثير يا أمي
رسائل لا تضيع وحمام لا يموت وحلم لن يتم قتله!
____________________
رابط نشرها بجريدة الراي بالأمس