وقَطَعتُ يَديِ الثالثَة,
تلكَ التيِ كانتْ تُحكمُ إغلاقَ أصابعهاَ علىَ رسائل لمْ تكُن ليِ,
تلكَ التيِ إنتظرَتْ ملمسَ جلْدك الغائبِ منْ جَديدْ دُون أن تهطلَ يدُك ولو قليلاً لتُطعمهاَ أرغفةَ البصماتْ !
تلكَ التيِ كسرتْ كل الوجُوه كيْ تجعلَ وجهكَ في مقدّمَة الأشياء الجميلة, والأمنيات المرسومَة على بُخار المرَاياَ ...
تلكَ التيِ أنجَبَتْ كل خيبَاتيِ حينَ عادَت من رحلَة الوداعِ فارغَة منْ أي شيءٍ صغيرْ يُذكّرهاَ بك !
لأنهاَ لاَ تتكلم, ولاَ تطلبُ أي شيءْ ... فهيَ موبوءَة بوهمٍ يجعلهاَ تتوقعُ العطاءَ منك معَ أنكَ لمْ تَهَبني طيلَة سنينِ العشق
سوىَ الحسرات وجمراتٍ ملتهبَة في حلقيِ تخبزُ الكلماتِ لكْ .. دُون أنْ تأتيِ لتتناولها !
قَطَعتُها,
وبقيتُ كالبَشَر العاديين,
بيَدَيْن إثنتَيْن,
بعدَ أن كنتُ أؤمن أني معَك لاَ يمكنُ أن أكُون عاديَّة,
ولاَ يمكنُ أن أكونَ في مصافِ هؤلاءِ العابرين إلى الضجيجْ !
بقيتُ بـ خيْبَتَيْن,
لمْ أعلّمهماَ كيفَ تُمسكَان بقلبيِ إذاَ سقط من هولِ فاجعتهِ بغيابكْ,
ولمْ أفطمهماَ بعدْ,
إذ لازالتاَ ترضعانِ منْ ذراعيِ مقوّماتِ التكوينْ,
لعلَّ أصابعهاَ حينَ تكبرْ ... تصبحُ قادرة على النضجِ والتتلمُذ علىَ يديك !