هذي صبا تخطو الحياة سقيمةً
وكئيبةً يجتاحُها الإعياءُ !
هذي صبا مثل الزهورِ يزورها
جذبٌ و آلٌ و المنى تعساءُ !
قد قاومتْ داءً يبعثرُ صبْحَها
حتى ذوتْ و هنا ذوى الرُحماءُ !
يا ويْحَهمْ قد أُمْطِروا بِمصابهمْ
و الدمع ُ سيلٌ و الشجونُ سماءُ !
ينساب ُمن ثَغْرِ السعادةِ بؤْسُهمْ
فكأنَّهمْ و كأنَّها البُؤساءُ !
و فصولُ شقوتِهمْ تفاوضُ أُنْسَها
علَّ الهناء يزورُهمْ وَ شِفاءُ
يا منتهى أَلْقِ الرّجاءَ لرَبِّنا
سيزولُ خطبٌ و المُصابُ جزاءُ
يا منتهى لا تحْزني و تصبَّري
فبقدرِ دين ٍ تعظمُ البلواءُ !
هذي حروفي والفصاحةُ تشتكي
و كذا اليراعُ و حرفيَ المَضَّاءُ
ماعادَ في شطرِ القصيدةِ مَنْبَعٌ
يُروى بهِ شعِري أوِ الإنشاءُ
و أظلُ يُرْهِقني سؤال ٌما انثنى
يستلُ حزني و الصباحُ مساءُ !
من ذا يبيعُ الأمُ نبضَ صغيرة ٍ
كيما تُرى في دهرها زهراءُ !
و يعود للفجرِ الكئيبِ سروره
و تعودُ للأفقِ البهيمِ ذكاءُ !
ويعود ُأنسٌ للأحبة هامساً :
هذي صِبا يا منتهى تأساءُ!
هذي صبا مثل الصباحِ بهية ٌ
رحل الشقاءُ وكفِّنتْ أدواءُ