يحمل الليل إلي همسك ، كما يحمل الهم إلي حرصك ، وما عسى الذكرى أن تفعل وأنا هنا، وأنتِ هناك خلف تلاشي خيوط النظر يا حبيبتي، والذكرى أحلام الألم، وسرقة فضلات العمر حينما نظنها صدقاً فتلبسنا ثوباً سرابي النسج.
وما في مقدور الليل أن يحسسني بليلة عيدك، أو أن يعيد إلى محيط بصري ضي شموعك الراقص لهبها في بيان وجنتيك رقص الورد في لجين الماء، وليت الليل ينقل لي حديث عينيك لعيني تحت قبة الوجوم الصامتة، وكم قالت عيناك ليلتها لعيني، وكم أسرّتْ ، بل كم هامتْ، ثم استقرت لأن أناملك سبقت عزم النظر فقطعت عليه لذيذ خلوته.
فلتسعفني يا ليل الذكرى بهمسة شاردة من تحت ذلك السقف الأمين وأنا وحبيبتي كريم علينا الليل بكل ما تمنينا، وبكل ما اشتهينا، وهل بقي من شوارد اشتهائنا ليلتها شيء لم نشتمه، أو نتذوقه، أو نشمله بكلية إحساسنا يا حبيبتي والليل حبيبنا.