أنـا و حـاجـبـاي و الـبـاريـسـيّـات - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
شعور بارد ويد لا ترتجف.. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 1 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 604 - )           »          لعنة المزمار .. !! (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 18 - )           »          أطيافُ الحبرِ والغياب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          العُتاةُ على العُروشِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          فن القصيد (الكاتـب : عبود القحطاني - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          حجرة الذكريات والهروب (الكاتـب : النجلاء - مشاركات : 39 - )           »          القصيدَة الومضَة (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-23-2011, 07:30 PM   #1
رُوح
( كاتبة )

الصورة الرمزية رُوح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 37597

رُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أنـا و حـاجـبـاي و الـبـاريـسـيّـات


في سنوات مراهقتي المبكرة .. كنت أقرأ روايات عبد القدوس .. ليس لأنّني أحبها .. بل لأنّ مكتبة بيتنا لا تحتوي إلّاها ..
ما يهمنّا هنا في هذه الجزئية من الذاكرة أنّني قرأت مرةً وعلى لسان أحد أبطال الرواية حديثا موجها للبطلة مفاده : " لو أنّك تهذبين هذين الحاجبين ، لأصبحت من حِسان باريس "
لم أطق صبرا أن أنهي الفقرة حتى ، ركضت نحو المرآة في بيتنا لأنظر إلى حاجبيّ ، وكانت تلك المرة الأولى التي أتفرّس بها في ملامح وجهي ، وأقنعتُ نفسي أنّني إن هذّبت حاجبي فإنّني سأصبح مثل بطلتنا تلك ، حسناء باريسيّة ! في نظرك على الأقل !
المشكلة كانت بأنّني لم أكن أعرف ما هو تهذيب الحاجبين ، أو كيف يتمّ ذلك ! ولا أعرف شيئا عن الباريسيات وجمالهن .. فلو كنت أدري ما دريت لاحقا .. لما أتعبت نفسي بمحاولات بائسة للتشبه " بقصب السكر " وأنا التي أشبه أكثر حبة " يقطين " ضخمة !
على كلّ حال .. ولأجل العلم فقط ، توجهت لوالدتي وسألتها ببراءة : متى سأهذّب حاجبيّ ؟
والدتي صفعتني بقوّة ، وقالت بحزم : " بس تكبري بنشوف ! "
طبعا " بنشوف " هنا كان لها وقع مخيف عليّ .. وذلك لأنّها تحمل الشكّ والريبة والاحتمالية !
أنا أريد أن أكون حسناء الآن .. بشكل قاطع و فوري .. لا أن أنتظر عقدا من السنوات أفقدك فيها !
النتيجة المباشرة لهذه الحادثة .. أنّني حاولت تهذيبهما بنفسي .. ونتج عن ذلك " حفر انهدام " و تعرجات .. و طرق فرعية عريضة !... عالجت مصيبتي بواحدةٍّ أسوأ .. و هو قصّ " غرّة بتسوح سوح " لتغطيتهما .. ولأنّ شعري ذو طبيعة متطايرة .. فلكم ـ دام فضلكم ـ أن تتخيلوا ما أصبحت عليه من هيئة " يقطينة .. " بقمعة مشرشبة " وأوراق خيطية ! هذا بالإضافة للعلقة الساخنة من والدتي والتي تركت دلائل كثيرة على جلدي ! .. وبعد اختفائي عنك شهرا ونيّف .. عادا للظهور أخيراً .. وعدت لأراك بعد غيابٍ أخيراً ..
لعدة سنوات لاحقة ، كان حاجباي موضع اهتمامي وتركيزي ، لم أترك صديقة إلّا و سألتها : كيف يبدو وجهي بهذين الحاجبين !! ولكنّني لم أجرؤ أن أسألك أبدا ، خوفا من أن ترّد عليّ بجملة بطل الرواية " إيّاها " !
وصارت رسوماتي المفضلة عين يعلوها حاجب مهذّب !واكتشفت ـ من الإجابات التي تلقيتها عن أسئلتي ـ أنّ لي حاجبين سميكين ، لن يصلح لهما التهذيب أبدا ، فأصبت بخيبة أمل أضخم من رأسي الكبير ! ، وكنت أتحاشا النظر إليهما في كلّ مرةٍ ألتقي بمرآة ، إلى أن عرفت صدفة ـ وأنا أستذكر كلامك أمام مرآتنا ـ أنّني أستطيع تحريكهما بطريقة غريبة تثير ضحكات من حولي ! فصرت " أتفنّن " في رفعهما ، وخفضهما ، و تقطيبهما ، أو تحريك أحدهما وتسكين الآخر ، أو ثني واحدٍ ورفع الآخر لسقف جبهتي ! ولكن .. أنت وحدك من كان يجعلني أفعل ذلك بتلقائية مطلقة .. دون إعداد مسبق !
وباتت تلك موهبتي الأحدث ، ولعبتي المفضلة ، وصارت مرآتي صديقتي العزيزة ، وتحسّنت قرائتي التعبيرية في المدرسة ، كلّ ذلك بفضل جملة كتبها إحسان عبد القدوس ، و لو عرف أنّها ستقلب حياة بلهاء مثلي ، ربّما أعاد النظر في صياغتها !
اليوم ، ما يزال لديّ ذات الحاجبين ، لكنّهما لم يعودا يرتفعان أو ينخفضان أو ينثنيان على أحاديثك !!
إمّا أنّك بدأت بتكرير نفسك ، أو أنّني بحاجة لأن أهذّب حاجبيّ أخيرا !

 

التوقيع

لأنني أنا ..
أرفض تماما أن أتلاشى في ظِلّ غيري ..


التعديل الأخير تم بواسطة رُوح ; 02-23-2011 الساعة 07:32 PM.

رُوح غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.