تثورُ الشعوبُ إذا ما استطال الظلام
وأُخمدَ صوتُ الشموعِ
وبُحَّ بصيصُ الكلام
تثورُ الشعوبُ
إذا ما تعثّر سيرُ الخيولِ
لتبقى تُلازمُ ذات الثرى
ويجري اللجام
تثورُ الشعوبُ
لجوعٍ تَكشّفُ عنهُ العظام ..
لبلهٍ يُطالبُ عارٍ فقيرٍ بشد الحزام ..
تثورُ لفسقٍ .. لعُهرٍ .. لسفكٍ .. لقمعٍ .. لحُبِ انتقام
ولكن تثورُ إذا ما تثورُ الشعوبُ بحقٍ
إذا صارَ هذا
[يُصَيَّرُ تحت سقوفِ النظام ]
لِكَم من عقودٍ صبرنا عليكم ؟
نسيتم بأنّ الشعوب الأساس
ولستم سوى عاملينَ لدينا
ولسنا عبيداً لديكم !
صبرنا .. ظننتم
بأن الشعوبَ دُمىً في يديكم !
وأخرى صبرنا ..
ظننتم بأنّا ..
سنصحو بيومٍ
نولي لشطر الكراسي .. نُصلّي إليكم !
وها نحن ُ ثُرنا .. كما لم تظنّوا
وجئنّا جميعاً نُصلّي عليكم .
لماذا نثور ؟
سرقتم كثيراً
فماذا يُضرُ الخزائن لمّا تُراعي الشعوب قليلاً
أيُنقِصُ هذا بلاطَ القصور ؟
أقوتُ الشعوبُ ..
سيجعلُ هذا الرئيسَ فقيراً ؟
أيُنقِصُ قوتُ الشعوبِ القُدور ؟
سرقتم كثيراً
فهب لو نظرتم إلينا وقلتم :
يريدون خبزاً
يريدونَ علماً
يُريدونَ صوتاً
يُريدونَ هم أن يعيشوا كراماً
وأن لا يُجَروا لحبسٍ
لِشُبهَةِ أنَّ لديهم شعور
سرقتم كثيراً فماذا تُريدوا ؟
ألم تكتفوا بعدُ .. رُمتُم تزيدوا !
تُرى كم تبقى لكم في الحياة
فمهما تعيشوا سيأتي الممات
فهل تأخذون الذي قد سرقتم
حتّى تكونوا .. ثريّين جداً
ثريّين أغنّى .. أهل القبور !
لماذا نثور ؟