أين كنت مساء ارتحال السواحل عن بحرها ؟
أين أشرقتَ بالشمس
ليلةَ لملمتَ أشلاءَ يومٍ تورم من شدة الانتظار ؟
وسار على غير وجهته
يتوارى عن الأنجم البيض في إثْرٍه
كالذي فر من سجنه للممات !
كالذي لا يرى غيرَ أشرعة التيه
تطوي المساءات التي ألفَتْها الجهات
ولم تتجهْ بعدُ نحو انعتاقكَ
لم تتزاورْ بما يُفقد الانتماءَ الحياةْ ,
أي خافقة بين جنبيك
رغم ارتدائك هذا الهدوء الذي ليس منك ؟
خذ عناءك هذا بعيدا
أعد للمساءات أسماءَها
أعد الشمسَ لي
ليس لي والمنى ماكثاتُُ ُهنا
أن أعد النجوم
أن أحولَها للسُراةٍ قلائدَ أو سنبلات
كيف يستيقظ الحالمون
ولا يجدون صباحاتهم حولهم مورقات ؟
ما لذي أخركْ ؟
ها رياحك تجري رخاء
وأنت تبررُ ما بك من رغبة الانشطار !
كيف تنبتُ في جهة خامسهْ ؟
والأهازيجُ تحملها الريحُ عنك بعيدا !
ألستَ تحبُ الأهازيج يصدحها في الأماسي الرعاة ؟
تعالَ إذن
فالمدى لا يزالُ يعانقُ أطرافَ أرض الأغاني
فخذ حفنة من تراب الأماني
وغنْ .